الألغام الأرضية ومخلفات التعدين يهددان حياة السودانيين

جنوب كردفان – أبوبكر الأسباط
يعيش السكان العالقين في الخرطوم أوضاعاً إنسانية معقدة وعصيبة وسط معاناة مستمرة لأكثر من 17 شهراً أمضوها وسط المعارك والاشتباكات والقصف المدفعي والجوي وقد ضاق بهم الحال وتفاقمت أوضاعهم عقب هطول الأمطار بغزارة خلال الأيام الماضية، إذ جرفت السيول منازلهم ومساحات شاسعة، مما أدى إلى ظهور ألغاماً أرضية جرى تلغيمها في مدينة الجيلي التي لا تبعد عن قلب العاصمة السودانية سوى 45 كيلو متراً شمالاً، إلى جانب مواقع أخرى جنوب المنطقة.
وتتزايد المخاوف من تعرض المواطنين لمخاطر عديدة، منها الموت والإصابات نتيجة عدم اكتشاف مواقع أخرى للأجسام الحربية والمخلفات الأرضية القابلة للانفجار نظراً لأنها تمثل تهديداً مباشراً على حياة المدنيين والأطفال تحديداً وتسبب الإعاقات الدائمة أو التشويه الملازم لهم طوال العمر.
تحذير من المخاطر
إلى ذلك، حذرت غرفة طوارئ بحري المواطنين في ريف المدينة من الألغام التي كانت مدفونة تحت الأرض وتم اكتشافها جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأيام الماضية.
ووجهت الغرفة نداءً عاجلاً في منشور على موقعها “فيسبوك” لسكان المنطقة بضرورة الحرص والالتزام، والابتعاد عن مجاري السيول وعدم الاقتراب من مناطق حقول الألغام الأرضية للحفاظ على السلامة من خطر هذه المخلفات الحربية.
ويخشى كثيراً من المواطنين والمختصون وجود ألغام في مناطق أخرى بمدن العاصمة الثلاث لم تكن معروفة، مما يهدد حياة السكان في الوقت الحالي، وحال توقف الحرب.
تحديات النزع والإزالة
وحذر المتخصص في مجال إزالة الألغام عروة محمد الهادي في حديثه لـ (التايمز نيوز) من خطر مخلفات الحرب الأرضية التي تجرفها السيول خلال موسم الأمطار على حياة المدنيين، ودعا السكان كافة إلى عدم التعامل مع كل ما يجدونه من أجسام غريبة”.
وأضاف أن “عملية نزع وتفكيك الألغام التي ظهرت مؤخراً معقدة للغاية في الوقت الحالي، كما أن البحث عن المخلفات والمتفجرات المدفونة في باطن الأرض مضنية وشاقة، وتعتمد في أغلبها على خيارين، أما التنبؤ بها مع وقوع حوادث انفجار قريبة، أو بناءً على إرشادات المواطنين الذين يقطنون المنطقة”.
سموم التعدين
وفي ظل اجتياح السيول والفيضانات ولايات عديدة بالبلاد، خصوصاً شمال السودان، حذر ناشطون ومهتمون في مجال البيئة من وصول مخلفات التعدين المنتشرة بكثافة في مدينة أبو حمد إلى المناطق السكنية ومصادر مياه الشرب، بعد أن جرفت السيول تلك المواد السامة مع مخلفات التعدين إلى داخل المدينة، مما يهدد بكارثة صحية بتلوث المياه الجوفية والأشجار ومياه نهر النيل.
وحذر الناشط البيئي فضل الله حسين من وقوع كارثة بيئية وإنسانية جراء السيول والأمطار في مناطق عديدة.
وقال لـ (التايمز نيوز) إن “مناطق إنتاج الذهب بمحلية أبو حمد تضررت بنسبة عالية، لا سيما بعدما جرفت السيول كثيراً من المنازل والممتلكات ومناطق التعدين الأهلي والشركات، بما في ذلك ما يعرف بـ’الكرتة‘”.
أزمة صحية
ولفت إلى أن “هذا الوضع ينذر بكارثة نتيجة الاستخدام السابق لمواد كيماوية قاتلة مثل الزئبق والسيانيد التي تسبب مشكلات عدة، من بينها تأثيرات ضارة في الجهاز التنفسي، فضلاً عن تزايد حالات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي ولدغات العقارب والكسور جراء السيول.