والي ولاية غرب دارفور الجنرال” بحر الدين كرامة “في حوار خاص مع” التايمز نيوز” قضية التعليم ..قضية “حياة او موت” – التايمز نيوز
سياسة

والي ولاية غرب دارفور الجنرال” بحر الدين كرامة “في حوار خاص مع” التايمز نيوز” قضية التعليم ..قضية “حياة او موت”

حجم المساعدات الانسانية ضعيف مقارنة بالحوجة
لن نقبل باي تسوية تكافئ بين الضحية والجلاد

الأوضاع الإنسانية للنازحين مأساوية بمعني الكلمة

السودان يمر باصعب مراحله والسبب ……. والنصر قادم

نقدر جهود المنظمات الإنسانية…ولكن…………

نعمل علي تهيئة البيئة لعودة النشاط التجاري

حاورته..شادية سيد احمد

نقول لشعبنا: غرب دارفور ستتحرر، وجرحها العميق سيلتئم بإرادتكم. نحن نخطط من الآن لمرحلة ما بعد التحرير: إعادة بناء البنية التحتية، دعم الزراعة والتجارة، واستيعاب طاقات الشباب في مشاريع التنمية. المعركة طالت لكنها ستحسم، والنصر قادم بإذن الله، هذه الرسالة وجهها الجنرال بحر الدين كرامة والي ولاية غرب دارفور لشعب غرب دارفور من خلال الحوار الذي أجرته معه عدد محدود من الصحف بمدينة بورتسودان الي جانب العديد من القضايا التي تتصل بالوضع الراهن الي مضابط الحوار.

السيد الوالي: ما هي أوضاع نازحي الولاية في الولايات الآمنة وهل لديكم إحصائية بأعدادهم؟

شكرًا لصحيفتكم ولك، على إتاحة هذه المساحة المهمة، التي تمكّننا من إيصال صوت مواطنينا في ولاية غرب دارفور وما يواجهونه من تحديات قاسية في هذه المرحلة الحرجة.

الأوضاع الإنسانية لنازحينا مأساوية بكل المقاييس. آلاف الأسر تقطعت بها السبل، فمنهم من يفترش الأرض في المخيمات المؤقتة، ومنهم من يعيش على كرم الأسر المضيفة في ولايات السودان الآمنة. الحاجة للغذاء والمياه النقية والرعاية الصحية والمأوى ملحة وعاجلة. لدينا تنسيق مستمر مع مفوضية العون الإنساني وشركائنا الميدانيين لتغطية أكبر قدر ممكن من احتياجاتهم، لكن المأساة أكبر من الإمكانات المتاحة.

امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة لطلاب اللاجئين بشرق تشاد كانت حدثاً استثنائياً، كيف تم الترتيب لها وما أبرز المعوقات؟

التعليم لأبنائنا قضية حياة أو موت، لذلك جعلناه أولوية وطنية. نسّقنا مع وزارة التعليم، اللجنة العليا للامتحانات، والسلطات في تشاد لتأمين قاعات ومراكز مراقبة معتمدة. واجهنا صعوبات لوجستية كبيرة: ترحيل الطلاب والقوائم، تجهيز القاعات، تأمين الاحتياجات الأساسية، فضلاً عن التحديات النفسية والصحية للطلاب الذين يعيشون ظروف اللجوء. ومع ذلك نجحنا في تمكينهم من أداء امتحاناتهم بكرامة وبمعايير مقبولة، إيماناً بأن التعليم هو سلاحهم لمستقبل أفضل.

بالأرقام: كم بلغت كميات المساعدات الإنسانية التي وصلت للاجئي الولاية شرق تشاد والنازحين داخل السودان؟ وأين وصلت اتصالاتكم مع المجتمع الدولي لتسريع انسيابها؟

للأسف، حجم المساعدات الإنسانية التي وصلت حتى الآن ضعيف جداً مقارنة بالاحتياجات المتزايدة لأهلنا اللاجئين والنازحين. ما وصل يقتصر على تدخلات محدودة في الجانب الغذائي والصحي، بينما الاحتياجات أضعاف ذلك بكثير. أوضاع أهلنا في شرق تشاد بالغة الصعوبة، خاصة في الجانب الصحي، حيث يعاني الكثيرون من نقص الرعاية الطبية وانتشار الأوبئة، إضافة إلى معاناة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى متابعة وعلاج مستمر. نحن على تواصل دائم مع وزارة الصحة الاتحادية، وكذلك مع المنظمات الصحية الدولية والإقليمية لتأمين الدواء والخدمات الطبية العاجلة، ونشدد في اتصالاتنا مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة على ضرورة رفع الحصص وتسريع انسياب المساعدات. أما داخل الولاية، فإن المليشيا تعرقل أحياناً وصول القوافل وتعيد توزيعها بشكل غير عادل، مما فاقم من حجم الكارثة الإنسانية، وهو ما نعمل على مواجهته بكل ما نستطيع.

أين تقف عمليات قبول طلاب الولاية في مؤسسات التعليم العالي؟

بدأنا بالفعل خطوات مع وزارة التعليم العالي وعدد من الجامعات لتخصيص مقاعد ومنح للطلاب المتأثرين. الهدف أن نضمن لأبناء الولاية فرصة عادلة للالتحاق بالتعليم الجامعي رغم الظروف. نطالب باستمرار بمراعاة خصوصية ولايتنا التي دفعت ثمناً باهظاً، ونأمل أن يُفتح الباب لبرامج استثنائية تعويضية لأبنائنا.

قراءتكم لبيان ما يسمى بالرباعية.. ما بين السطور لهذا البيان؟

البيان يكشف محاولة خطيرة لمعادلة الجيش الوطني بالمليشيا المتمردة، وإيجاد موطئ قدم لها في العملية السياسية. نحن نقول بوضوح: هذا خطأ فادح وظلم للشعب السوداني، خاصة أهل دارفور الذين ذاقوا ويلات هذه المليشيا. لا نقبل أي تسوية تُكافئ المعتدي أو تُساوي بين الضحية والجلاد.

أين يقف السودان الآن وتحديداً دارفور؟ ومتى تتوقعون التعافي؟

السودان يمر بأصعب مراحله، والسبب تدخلات خارجية تمد المليشيا بالسلاح والمال. هذا أخر الحسم، لكننا واثقون أن النصر قادم لا محالة، لأنه وعد رباني وعدالة قضية. التعافي لن يبدأ إلا بعد التحرير الكامل، ثم تنطلق عملية بناء شاقة، لكننا على يقين أن التضحيات لن تذهب سدى.

هل أنتم راضون عن أداء المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة تجاه النازحين؟

نقدّر جهودهم، لكننا لسنا راضين. هناك قصور واضح في حجم المساعدات وسرعة وصولها، إضافةً إلى تعديات المليشيا على القوافل وتحكمها في التوزيع وفق مصالحها. نطالب المنظمات بالعمل بجرأة أكبر، وضمان وصول الدعم مباشرة للمحتاجين بعيداً عن سيطرة المليشيا.

ما هو حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للولاية؟ وهل بدأت الحكومة أو الشركاء في وضع خطط لإعادة الإعمار؟

الدمار كبير جداً: طرق رئيسية قُطعت، محطات كهرباء خرجت عن الخدمة، شبكات مياه دُمِّرت، ومرافق تعليمية وصحية نُهبت أو سويت بالأرض. شكلنا لجنة مختصة لحصر الخسائر تمهيداً لمرحلة ما بعد التحرير، حيث ستنطلق خطة إعادة الإعمار وفق أولويات عاجلة ومرحلية.

تعتبر دارفور سلة غذاء السودان.. كيف ترون مستقبل الموسم الزراعي في ظل الظروف الراهنة؟ وما خططكم لدعم المزارعين والرعاة؟

المليشيا تسببت في خراب وتدمير الزراعة والرعي، لكننا نؤمن أن الريف سيعود منتجاً فور التحرير. خطتنا تقوم على توفير البذور والمدخلات الزراعية، تأمين المزارعين والقطعان، ودعم سلاسل التسويق. دارفور ستظل سلة غذاء السودان، وستعود أقوى.

ما هي أبرز الخطط الحكومية لدعم الأنشطة الاقتصادية والتجارية في ظل الظروف الحالية؟

أعددنا تصورات متكاملة لمرحلة ما بعد التحرير: إعادة الأمن لجذب الاستثمار، دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتنشيط الأسواق عبر توفير البنى التحتية اللازمة. نعمل على تهيئة بيئة مواتية لعودة النشاط التجاري وتفعيل دور القطاع الخاص في الإعمار.

كيف تعمل حكومتكم على استيعاب طاقات الشباب وتوظيفها بما يخدم الاستقرار والتنمية؟

الشباب هم وقود التغيير. خطتنا تتضمن برامج تدريب وتأهيل مهني، مشروعات تمويل أصغر لريادة الأعمال، وإشراك الشباب في مشاريع إعادة البناء من طرق وخدمات أساسية. كما نولي أهمية لمحاربة خطاب الكراهية وإيجاد مشاركة شبابية حقيقية في صناعة القرار.

وأخيراً، ما رسالتكم لأبناء دارفور والسودان عامة؟

نقول لشعبنا: غرب دارفور ستتحرر، وجرحها العميق سيلتئم بإرادتكم. نحن نخطط من الآن لمرحلة ما بعد التحرير: إعادة بناء البنية التحتية، دعم الزراعة والتجارة، واستيعاب طاقات الشباب في مشاريع التنمية. المعركة طالت لكنها ستحسم، والنصر قادم بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى