السيول وتفشي الأمراض يفاقمان معاناة النازحين السودانيين – التايمز نيوز
سياسة

السيول وتفشي الأمراض يفاقمان معاناة النازحين السودانيين

جنوب كردفان – أبوبكر الأسباط

مع دخول الحرب في السودان شهرها الـ17 تجاوزت أرقام النزوح واللجوء كل توقعات المنظمات ووكالات الأمم المتحدة، إذ نزح أكثر من 10 ملايين سوداني، أي 20 في المئة من السكان بحثاً عن ملجأ آمن في ولايات البلاد المختلفة، وكذلك دول الجوار الأفريقي.

وتفاقمت معاناة الفارين من ويلات الصراع المسلح بصورة غير مسبوقة، في وقت تتعالى في معسكرات الإيواء بمناطق البلاد المختلفة صرخات الأطفال وأنين كبار السن والنساء الحوامل، تضوراً من الجوع بسبب النقص الحاد في الغذاء، لا سيما عدم تناول أحدهم الطعام لعدة أيام مضت، مما أسهم في إصابتهم بمرض سوء التغذية الحاد، الذي أدى إلى الوفيات، في ظل توقف المساعدات الإنسانية، التي قادت النازحين إلى أوضاع كارثية، إضافة إلى تعطيل السيول والفيضانات التي تجتاح معظم مناطق السودان حالياً دخول شاحنات الإغاثة للولايات التي تشهد نزاعاً مسلحاً.

أوضاع كارثية

يقول المواطن محمود الشريف الذي يقطن في أحدي معسكرات الإيواء بولاية شمال دارفور لـ (التايمز نيوز) : النازحين في جميع المعسكرات تتشابه معاناتهم، إذ يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية، إلى جانب نقص الغذاء والمجاعة الضارية، فضلاً عن توقف المساعدات التي كانت تصل المعسكرات عن طريق المعابر الحدودية مع تشاد، محملة بالذرة وتقسيمها على الأسر التي تكتظ بهم المعسكرات، وهى عبارة عن أوقيات لا تكفي لسد الجوع.

وأضاف : هذه الأزمة أدت إلى انتشار الجوع ومرض سوء التغذية، الذي أسهم في موت الأطفال الذين يمزق صراخهم العالي تضوراً من الجوع القلوب، إلى جانب أنين كبار السن والنساء الحوامل.

وأوضح أن “السيول والفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة التي تشتهر بها تلك المناطق زادت من معاناتهم، إذ إنهارت 400 خيمة إيواء بمعسكر أبو شوك، إلى جانب وجود إصابات، مما حال دون الخروج للبحث عن الغذاء، فضلاً عن التغذي بالبليلة والغالب منهم على قشور الذرة وأوراق الملوخية المسلوقة.

وأشار النازح السوداني إلى أن “معسكرات النازحين بدارفور تحتاج إلى استغاثة عاجلة من توفير مواد إيواء وبذل الجهود في تصريف المياه الراكدة في البرك والمستنقعات تفادياً لانتشار الأوبئة.

تفشي الأمراض

واعتبر محمد عبدالرحمن أحد النازحين في ولاية الجزيرة، جنوب الخرطوم أن “فصل الخريف يسهم في تفاقم الأوضاع الصحية، ويتسبب في تزايد معدلات الوباء، خصوصاً نزلات البرد والالتهابات، مما يتطلب توفير الأدوية بصورة مستمرة، علاوة على ضرورة تحضير وجبات إضافية للأطفال وكبار السن وشراء ملابس جديدة لمجابهة موجات البرد المتعددة.

وأضاف أن “حالات الكوليرا والملاريا والإسهالات المائية الحادة ارتفعت بصورة ملحوظة وسط اليافعين والمسنين، في وقت لا توجد فيه رعاية صحية، فضلاً عن انقطاع الأدوية ونفاد المدخرات المالية للمواطنين.

وتابع : غالبية المواطنين القادمين من ولاية الخرطوم بسبب تصاعد القتال لا يملكون الأموال لإعانتهم على توفير حاجات فصل الخريف على عكس الظروف العادية التي يمكن خلالها تدبير الأوضاع بصورة سهلة، بالتالي فإن اعتماد الغالبية على مجهوداتهم الفردية لتوفير سبل الإعاشة والصحة سيتوقف بعد نفاد الأموال خلال أقل من شهر، الأمر الذي يتطلب من السلطات والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لحلحلة الأزمات.

ظروف معقدة

من جهته يقول الصادق حامد، أحد النازحين في ولاية جنوب كردفان لـ (التايمز نيوز) : هذه الظروف القاسية التي فرضتها الحرب وأجبرت المواطنين على التعايش معها خلفت أوضاعاً مأسوية وسط النازحين.

وأضاف : واقع الحال في الولايات التي تأثرت بالصراع المسلح أو البعيدة من الأحداث يؤكد ضرورة التدخل على مستوى الدولة لاحتواء هذه الأزمة، لا سيما أن الجهود المبذولة تنحصر فقط في دعم المنظمات الدولية والناشطين في حقوق الإنسان، وبعض الجمعيات الطوعية التي مهما عظمت فإنها لا تصل إلى دعم الدولة.

وأشار إلى أن “أوضاع النازحين المعيشية بمعسكرات الإيواء متردية للغاية، فضلاً عن توقف الدعم الحكومي وعدم وجود ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، ومعظم ما يصل يأتي من طريق الجهود الشعبية أو فاعلي الخير، وهي عبارة عن أشياء متواضعة لا تلبي المتطلبات اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى