الجوع يُجبر سودانيين على أكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة – التايمز نيوز
سياسة

الجوع يُجبر سودانيين على أكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة

جنوب كردفان – أبوبكر الأسباط

تسببت الحرب التي أندلعت في السودان منتصف أبريل من العام 2023 ، في مجاعة طاحنة بسبب النزوح وإنعدام وسائل الدخل وهروب أصحاب رؤوس الأموال الي خارج البلاد.

وأدي شح وإنعدام الأمن وقلة الأمطار في موسم الخريف الماضي أدي الي ضعف إنتاج المحاصيل الزراعية في ولاية جنوب كردفان، فضلاً عن توقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من 17 شهراً الأمر الذي فاقم من المجاعة التي تمددت بصورة في الإقليم بصورة غير مسبوقة.

ندرة السلع

يقول المعلم حسين سلمان لـ (التايمز نيوز) إن “توقف أعمال المواطنين في الإقليم لأكثر من عام أسهم في عدم قدرتهم على مواجهة ارتفاع الأسعار وندرة السلع الاستهلاكية، بالتالي تزايدت موجات المجاعة بصورة غير مسبوقة.

وأضاف أن “انعدام الأمن في الطرقات بسبب الحرب أدى إلى عزوف التجار عن العمل لأن البضائع تأتي من مسافات بعيده، مثل ولايات كردفان التي تعتمد علي البضائع التي تأتي من منطقة الدبه في أقصي شمال السودان عبر شارع ترابي تستغرق أيام لتصل الي منطقة الخوي ومنها إلى الفوله وأبوزبد والدبيبات.

وتابع : هذه الأوضاع أسهمت في ارتفاع أسعار السلع الغذائية بجانب معدلات الفقر والبطالة، وكذلك هناك ندرة وشح في الوقود، مما ضاعف من أسعار المواد الغذائية.

تفاقم الأوضاع

من جانبه، أشار المواطن المهدي أحمد في حديثه لـ (التايمز نيوز) إلى أن “عدم توفر الأمن الغذائي جعل كثيرين يبحثون بشتي الطرق عن مصدر رزق جديد لمواجهة الالتزامات الأسرية.

ولفت إلى أن “إنعدام السلع وغلاء المعيشة وبعد المسافة من المناطق التي تتوفر بها السلع المطلوبة جعل المواطن ضحية لشجع التجار وأحوال الأسواق، لأن كل ما يكسبه سكان ولاية جنوب كردفان لايوفر ثمن وجبه واحده تكفي شخص واحد دعك عن أسره تتكون من خمسة أو ستة أفراد.

وتابع : غالبية المواطنين يعتمدون في الشراء من الأسواق خصوصاً المواد الغذائية مثل الدقيق والسكر والزيوت والبصل، إلى جانب الفحم في ظل ندرة غاز الطهي.

وأردف : مع انهيار سعر الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية الأخرى، تتضاعف أسعار السلع الاستهلاكية كل يوم، وبالتالي فإن معاناة المواطنين تتفاقم كل صباح.

مؤشرات خطيرة

ويشير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو أداة عالمية لرصد الجوع، إلى أن ما يقارب 18 مليون شخص في السودان، أي أكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 49 مليوناً، يواجهون “مستويات عالية من الانعدام الحاد للأمن الغذائي”، وتلفت تقديراته أيضاً إلى أن من بين هذا العدد هناك نحو 5 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

يأكلون أوراق الشجر

يقول المواطن الشريف مجذوب لـ (التايمز نيوز) : بعض الناس في ولاية جنوب كردفان اضطروا إلى أكل أوراق الأشجار من أجل سد الرمق بسبب ارتفاع أسعار الذرة والقمح لأرقام قياسية، إذ بلغ سعر الجوال 250 ألف جنيه سوداني، بخلاف الحاجات اليومية الأخرى.

وناشد مجذوب منظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان بضرورة الانتباه لخطورة الوضع الحالي، والتدخل العاجل لتوفير الإغاثة الإنسانية والمواد الغذائية بشكل خاص للمواطنين المحاصرين.

ونوه إلى أن “ربات المنازل يعتمدن على جمع أوراق شجرة اللالوب بغرض طبخه مع إضافة بعض الملح والبهارات وتقديمه كوجبة شبه يومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى