مستشار رئيس العدل والمساواة بشارة سليمان: الفاشر لن تسقط وسنزحف لتحرير كل المناطق من الدعم السريع…
الحكومة نجحت في تفويت الفرصة أمام الداعمين لمخطط فصل دارفور برفضها منبر جنيف

حوار – مهند عبادي
*نحن مع الجيش الواحد وملتزمين بتنفيذ الترتيبات الأمنية.. *
قال بشارة سليمان مستشار رئيس حركة العدل والمساواة
إن الدعم السريع يسعى لاسقاط مدينة الفاشر والسيطرة على إقليم دارفور لإعلان دولته، بدعم من الامارات وفرنسا والمجتمع الدولي، وكشف عن اجتماع عقد في يونيو بباريس ضم فرنسا وتشاد والامارات ناقش مسألة عودة محمد بازوم للسلطة في النيجر ودعم محمد كاكا في تشاد وسيطرة الدعم السريع على دارفور، وأضاف سليمان في حوار مع “التايمز نيوز ” ان الحكومة السودانية برفضها لمنبر جنيف نجحت في تفويت الفرصة أمام مخطط الغرب الساعي لفصل دارفور، وقطع بشارة بعدم سقوط الفاشر، وتابع الأوضاع العسكرية ستشهد تحركات كبيرة على الأرض قريبا وسنزحف لتحرير كل مناطق البلاد، هذا اضافة إلى عدد من الافادات تطالعونها في الحوار التالي:
عثرات كثيرة تواجه اكمال الترتيبات الأمنية إلى أي مدى
يمكن تنفيذ الاتفاق؟
صحيح هنالك بعض العثرات هنا وهناك ،ولكن الأمر جاد وما يقصد بالترتيبات الامنية هو اندماج المجموعات المسلحة في الجيش السوداني ونحن نؤمن بوجود جيش واحد ولا وجود للجيوش والحركات والمليشيات، والجيش هو القوة المسلحة الوحيدة والاجهزة الامنية الأخرى هى الوحيدة و دستورياً مسؤولة من أمن البلاد وتأمينها، لذلك لابد من تنفيذ الترتيبات الامنية وانخراط الجميع في الجيش بصورة لائقة وبرتب مختلفة وفق معايير بنسب مؤهلة للكليات المعنية وهي المعايير الوحيدة للانضمام للجيش والمؤسسات العسكرية الأخرى من شرطة وجهات أمنية، ونحن كجيش وسياسيين وكفاح مسلح اتفقنا على ذلك.
ماذا تقصد بحديثك عن المعايير؟
في السابق كان السائد في البلاد هو الدخول للكليات دون معايير وبطريقك غير موضوعية وغير منصفة، مثال انت من منطقة ما لن تستطيع الانتساب للكلية الحربية، وكان الدخول اليها بواسطة احد المقربين في الكلية او بواسطة من احد ،وأعتقد ان هذه مرحلة انتهت وتمضي في طريق الزوال، لهذا نحن الان نؤمن بالجيش الواحد الذي يدافع عن البلاد ،خاصة أن مهمة الجيش معروفة في كل الدساتير العالمية، والان القوة المشتركة ساهمت مساهمات فعالة في كل محاور القتال.
ماذا عن الموقف الميداني في الفاشر؟
الفاشر هي واحدة من المحاور الرئيسية والمليشيا اعلنت استهداف مدينة الفاشر حتى تعلن دولتها هناك ،ولكن القوة المشتركة مع الجيش السوداني وبتعاونهم مجتهدين في كل نواحي وادوات القتال في الحرب، وأعتقد أن المراحل الصعبة في معارك القتال بالفاشر وما جاورها ستنتهي ما بعد موسم الخريف مع العلم أن المليشيا ما زالت ومع الدولة الداعمة لهم من الإمارات تكثف دعمها حتى تسقط الفاشر ليكون لديهم كروت تفاوض قوية، وبالمناسبة لابد الاشارة هنا إلى أن مشروع جنيف كان واحدة من الأهداف الرئيسية التى يمكن من دخول الفاشر وأعلانها خالية من التمرد بعد طرد الجيش والفلول كما يسموهم ومن ثم ذلك يتفاوضون ولكن تم تفويت الفرصة عليهم، سيما وان مواقف الدولة وعلى رأسهم رئيس مجلس السيادة والحكومة رفضوا الذهاب إلى جنيف الا بشروط معروفة وهو تطبيق اتفاق جدة ومن ثم الذهاب إلى جنيف، لذلك كله أعتقد ان موقف الفاشر جيد جدا ولن يستطيع الجنجويد الدخول اليها ،واتوقع ان القوة المشتركة والجيش والمستنفرين المقاتلين في ميادين مختلفة للدفاع عن وطنهم وتحرير وطنهم اتوقع بعد الخريف.
هل متوقع تحركات عسكرية بعد الخريف في كل محاور القتال؟
بالتاكيد ستتحرك القوة المشتركة والجيش والمستنفرين إلى نيالا و الضعين و زالنجي و الجنينة وتحرير مدن دارفور ، حاليا الخريف يعتبر معوق حقيقى لتحرك هذه القوات واقولها بكل تأكيد، بعد الامطار الوضع سيختلف، وتعلمون الان في محور الفاو والجزيرة هنالك قوة من المشتركة شاركت والأن تدافع وتعمل سد منيع حتى لا تتحرك المليشيا شرقا القضارف وكسلا وبورتسودان، واؤكد أنهم لن يستطيعوا الوصول خاصة وان القوة المشتركة جندت وخرجت كميات كبيرة وحاليا موجودة في المحاور المختلفة واتوقع بعد الخريف سيتم تحرير هذه المناطق، وكذلك توجد قوة كبيرة تتواجد على حدود شندي والمصفاة ستشارك في عملية تحرير المصفاة وحماية المدن الأخرى. واتوقع الزحف عقب الخريف لتحرير كل المدن التى تحتلها المليشيا.
ما هى رؤية الحركة فيما يلي اللجنة العسكرية العليا للتريبات الأمنية هل ستكون هنالك اعادة هيكلة في اللجنة بعد انشقاق سليمان صندل؟
الترتيبات الامنية اتفاق وقع ما بين حكومة السودان بقيادة الجيش بما فيهم حميدتي وحاملى السلاح وكل الأطراف ملتزمة بها و بالرغم من العثرات الكثيرة، ووجود سليمان صندل على رئاسة اللجنة أو عدمه ليس له أي قيمة ،وموقعه انتهي بخروجه ودعمه للتمرد ،وأصبح مليشي وهذا موضوع لا يهمنا ،وما يهمنا الان هو كيفية إكمال الترتيبات الامنية وتطبيقها بطريقة جيدة ، وأوكد من هنا أن كل قيادات الكفاح المسلح اعلنوا لرئيس مجلس السيادة انهم جزء من الجيش وبينهم من نالوا رتب عسكرية، ونحن كدولة سودانية نحتاج بعد الحرب قوة اكبر من قوة الجيش من حيث العدد و أرى ان هناك مشكلة كبيرة في موضوع استيعاب الجيش لحركات الكفاح المسلحة خاصة وأنها أعلنت بانها جزء منه وتقاتل معه، تبقت فقط بعض المسائل الاجرائية، وعموما نحن أخذنا دروس وعبر من هذه الحرب لذا نحتاج لجيش قوي ومؤهل كل أنحاء السودان.
هل المؤسسة العسكرية تحتاج إلى اصلاح؟
في الحقيقه هذه المسألة كانت واحدة من النقاشات التى نوقشت كثيرا بعد التغيير الذي حدث بغرض الوصول الى الاصلاح في كل المؤوسسات العسكرية والأمنية،الجيش الشرطة الأمن، وفي اعتقادي ان المشكلة الحقيقية هو التدخل الخارجي في التغيير ، نعم نحن ننتقد الجيش دائما في شكل التعيين والترتيب ومعيار القبول ونقول ذلك دائماً، لكن ما يحدث داخل السودان يفعله السودانيين انفسهم ، والإصلاح لازم يكون من داخل السودان، وخلافنا الاساسي مع جماعة تقدم هو أنها تدعم مشروع إصلاح مستورد من الخارج تم وضعه بواسطة بريطانيا وأميركا وفرنسا، و أوربا الغربية بصفة عامة لديهم رأى في شكل الجيش و كانوا يسعون لحل الجيش ، كما قاموا بحل كثير من جيوش الدول الأخرى مثل الجيش العراقي والجيش الليبي وبانتهاء الجيوش أصبحت هنالك حرب أهلية، لذلك نحن مع الإصلاح بمعايير موضوعية وعملية وبفهم عدالة توزيع الفرص للناس وانتسابهم للكلية العسكرية،وإصلاح المؤسسات دون تدخل خارجي .
لماذا يتمسك الدعم السريع باسقاط بالفاشر؟
معلوم ان الفاشر هي عاصمة وحاضرة لمملكة عمرها اكثر من الف سنة وهي عاصمة لدارفور لأكثر من “700”عام ، و وجود القبائل العربية فيها قليل جدا، ودارفور قبل 1916 كانت دولة بها وزراء وسفراء ولها علاقات مع تركيا، ومن حيث المساحة هي اكبر مساحة من دولة فرنسا، ودارفور تمتلك موارد كثيرة ، لذلك هم يسعون لتطبيق النموذج الليبي، وبلا شك الجنجويد الان يقولون أنهم لا يرغبون في فصل دارفور ولكنهم اذا وصلوا سيفعلون ذلك ، ومن ناحية أخرى سياسيا مثلا سقوط الفاشر والسيطرة على الاقليم بأكمله يثبت وجود الدعم السريع وانه أصبح واقع لابد من التفاوض معه ، والفاشر تعتبر رمز وسقوطها يعني سقوط إقليم دارفور ،وهم الان مجتهدين لاسقاطها بدعم من الإمارات ودولة تشاد، وذلك بغرض فرض شروط معقولة للتصالح والدعم السريع يكون جزء من المكونات السياسية والقوة المؤثرة الحاكمة في السودان .
كيف يمكن النظر إلى شكل العلاقة بينكم و القوى السياسية مستقبلا؟
في تقديرنا ان القانون هو الفيصل وأي جهة شاركت المليشيا ستحاسب على الجرائم التى ارتكبتها دون مجاملة، وكذلك المتعاطفين معهم والذين يبررون لهم مواقفهم، وبشكل عام فإن المحاكمة الحقيقة لهم تمت من الشعب السوداني، و اذا جاءت انتخابات بلا شك ستتم مقاطعتهم ، خاصة الرموز المعروفة أمثال حمدوك او مجموعة تقدم وهولاء لن يعودو إلى السودان بعد ذلك ابدا، وما تم باديس ابابا من توقيع اتفاق سياسي ما بين الدعم السريع وتقدم أعلن نهايتهم تماما ،ولن يستطيعوا تبرير الاتفاق مع قوة متمردة ومن يتطلع على الاتفاق يجده اتفاق سياسي وهذا يعني اعترافك بشخص يرتكب جرائم و يغتصب ويقتل ويسرق ويهجر الناس فكيف تأتي به مرة أخرى ليكون جزء من القوة السياسية الموجودة وفاعل سياسي موجود داخل السودان وهذا ما لا يقبله الشعب السوداني، لذا نحن نرى ان من ارتكب جريمة يحاسب والذي لدية مواقف من تصريحات داعمه للتمرد اجتماعيا يقاطع و سياسيا يحاسب والفيصل بيننا وبينهم هو الشعب.
في ظل مخاوف التقسيم واذا ما سقطت الفاشر أين ستقف حركة العدل والمساواة؟
لن تسقط الفاشر وحتى إذا سقطت سنزحف لتحريرها ،وبلا شك بعد الخريف سنزحف على بقية المدن ، وقوة المتمردين الان في ضعف وانتهت خاصة القوة الصلبة للدعم السريع معظمهم مات في كررى والفاشر، وكل الاحتمالات واردة ونحن لن نستسلم ونسلم الفاشر او اي واحدة من المدن السودانية للدعم السريع وهذا يستحيل ان يحدث .
ماذا قدمت حركة العدل والمساواة لمواطني دارفور بشكل عام خاصة تجاه الوضع الإنساني؟
بالفعل الوضع الإنساني سيئ للغاية ،واكثر شي قدمته حركة العدل والمساواة مع القوة المشتركة الدفاع عن المواطنين خاصة مدينة الفاشر، وفقدنا اكثر من ثلاثة ألف قتيل في الفاشر من جنود يتبعون للعدل والمساواة، والمواطنين مع الجنود ليس أقل من خمسة ألف من الذين قتلو والعدد الأكبر من حركة العدل والمساواة والحركات ولا يوجد شي اكثر من ان تقدم روحك فداء للوطن، اما في الجانب الإنساني هنالك اجتهادات من المعابر الرئيسية لتقديم المساعدات لدارفور معبر الطينة وهي حتى الان أدخلت حوالى “400” شاحنة للمناطق المحتلة بمساعدة القوة المشتركة العاملة في حماية العربات حتى تصل للمناطق المعنية والتى لا يوجد فيها المليشيا وحتى الآن يعملون على ذلك ،والخريف رغم مشاكله، لكن هنالك بشريات و بعض المواطنين زرعوا بالرغم من الحرب ،واتوقع السنوات المقبلة عدم وجود أي مشكلة في العلف للحيوانات وهذه واحده من مشاكلنا في كردفان ودارفور والأن بمعدل المطر الكثير سيتوفر العلف ولا نتخوف من المجاعة ولن تكون هنالك مشاكل مثل الولايات الأخرى، الخرطوم وغيرها وهولاء ربما سيعيشون الحد الأدنى من المعيشة.
كيف تنظرون لواقع الادارة الأهلية خاصة انها جسم مؤثر على المجتمعات؟
جزء من الإدارات الأهلية دعمت قوات الدعم السريع المتمردة، خاصة تلك التي تعد من حواضن المليشيا، هم الذين وقفو مع اهاليهم ودعموهم ،ولكنني لاحظت ان عدد كبير جدا من الحواضن الاجتماعية او القبائل الداعمة للمليشيا أبنائهم الان أنشأوا تنسيقيات مثل ( الرزيقات البني هلبا والهبانية والفلاته) كل هذه القبائل اجتهدت لابعاد أنفسها من المليشيا وأعلنوا دعمهم للجيش ويقفون مع وحده السودان، وبشكل عام من دعوا المليشيا ليس لهم قيمة تذكر وجزء منهم تم اقرائهم بالمال والعربات وأعتقد أنهم ليسوا بهاجس كبير، وبعض منهم لديهم مواقف من ما يجرى وما يقوم به الدعم السريع من فظائع وجرائم .
من الذي يقف وراء فصل دارفور بالضبط؟
السودان متاخم لدولتين مهمتين لدولة فرنسا هما دولة تشاد وأفريقيا الوسطي والاستعمار الفرنسي واحدة من اخبس الدول المستعمرة لان استعمارها ثقافي واستيطانى، وانا امتلك معلومة حقيقية بان الفرنسيين والاماراتيين والتشاديين والمعارضة بالنيجر في يوم “19/6” اجتمعوا بباريس والهدف الرئيسي من الاجتماع واجندته كانت تتمثل في مناقشة عودة محمد بازوما رئيس دولة النيجر للسلطة بعد إقالته وقوات الدعم السريع تسيطر على السودان ،ودعم محمد كاكا في تشاد ،على ان توفر الإمارات الدعم المالى، ومن هذا نرى ان فرنسا ضالعة في دعم الجنجويد وتسعى للسيطرة على أفريقيا الوسطي لانها منزعجة من وجود روسيا،وتعمل على دعم قوات الدعم السريع اعلامياً وسياسياً وتبحث عن مخارج ،وتعمل على تسهيل عملية السيطرة على تشاد وأفريقيا الوسطي وغرب السودان وهذا السبب الرئيسي لدعم فرنسا لقوات الدعم السريع .