النيل الأزرق .. تطورات الأوضاع..

الخرطوم – مهند عبادي
عشرات القتلى والمصابين والجرحى خلفتهم الأحداث المؤسفة التي وقعت بإقليم النيل الازرق على خلفية نشوب الصراع القبلي بين مجموعات إثنية مختلفة في واقعة جديدة تضاف لسلاسل شلالات الدم في البلاد، وشكل انفجار الأوضاع بالإقليم صدمة كبيرة بعظ سنوات من التعايش السلمي للمكونات الإجتماعية هناك ، الأمر الذي أفرز تساؤلات متعددة حول توقيت اشتعال الصراع القبلي والجهات المحركة له في هذا التوقيت الحرج من عمر الدولة السودانية.
واستنفرت المجموعات الشبابية ولجان المقاومة والمواطنيين بمظن الدمازين والروصيرص الجهود للمساهمة في س الحوجة والنقص في العلاج والغذاء للنازحين والجرحى، واستقبلت مدينة سنجة بولاية سنار مجموعات كبيرة من النازحين .
وأمس الاحد وبعد يومين من الاقتتال والاحداث الدامية انتشرت قوات أمنية بكثافة في مدينة الدمازين للحيلولة دون اتساع رقعة الاشتباكات القبلية،وانتشرت القوات الأمنية حول سوق مدينة الدمازين المغلق تماما،وكانت مجموعة من القبائل قد قطعت الطريق القومي بين الخرطوم والدمازين ومنعت الأتوبيسات من مغادرة المدينة، وأسفرت الاشتباكات القبلية بين قبيلتي البرتي والهوسا المستمرة في ولاية النيل الأزرق، بجنوب شرق السودان، عن 31 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، فيما يحاول السكان الفرار من القتال واللجوء إلى الشرطة لحمايتهم، بحسب شهود عيان ومسؤولين.
وشكلت وزارة الصحة الاتحادية فريق استجابة سريعة وحالة استنفار وغرفة طوارئ تعمل على مدار اليوم بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء، ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود البلجيكية والفرنسية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر الامدادات الطبية والشركاء، كما تم استنفار الكوادر الطبية العاملة بالولاية للتوجة لمستشفى الدمازين، نسبة للأحداث المؤسفة التي شهدتها ولاية النيل الأزرق من صراعات قبلية راح ضحيتها أكثر من ( 30 ) مواطن وأكثر من (100) اصابة وتم توفير كل المعينات المطلوبة.
وجاء ذلك بالتنسيق مع الاخصائيين بالولاية وغرفة ادارة العمليات بالنيل الأزرق حيث بادرت وزارة الصحة الاتحادية بالتجهيز الفوري، مع الأجسام الطبية لإرسال إمداد إضافي من الكوادر الطبية والاخصائيين والاستشاريين لبعض التخصصات التي تحتاج اليها الولاية، وتلتزم وزارة الصحة الإتحادية بتوفير الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية، والإمداد الدوائي حيث تم توجيه الامدادات الطبية بفتح خط مباشر مع الولاية لتوفير الاحتياجات، وأكد مدير عام وزارة الصحة بالنيل الأزرق أن الإمداد الدوائي مطمئن، والحاجة فقط لبعض التخصصات وإجلاء بعض الحالات للخرطوم، وتفيد وزارة الصحة الإتحادية إن هناك ترتيبات تجري لإجلاء الحالات التى تحتاج الى عناية ورعاية أكثر وسيتم التنسيق مع وزارة الصحة بالخرطوم لإستيعابها وعلاجها على نفقة الوزارة الإتحادية.
وكشف التقرير الوارد من وزارة الصحة بإقليم النيل الأزرق أن إجمالي الوفيات بلغ (33 ) حالة وفاة و(108) إصابات و (5) إصابات تم تحويلها خارج الإقليم، وترأس وزير الصحة الإتحادي هيثم محمد إبراهيم اليوم الإجتماع المشترك الذي ضم مدير عام صحة بولاية الخرطوم محمد القائم والمدير الطبي لمستشفى الخرطوم جلال علي آدم والمستشار الفني لوزير الصحة الإتحادي د. سارة الياس، واللجنة الفنية لغرفة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة واستمع المجتمعون لتقرير غرفة الطوارئ الذي قدمه نادر الطيب، عن الوضع الصحي الراهن في اقليم النيل الازرق ،وتم النقاش حول التدابير التي تم اتخاذها في الفتره السابقة لعلاج المصابين وتوفير الامداد وحاجة الاقليم ومدى فعاليات الاجراءات التي تمت وخرج الاجتماع بعدة توصيات منها اتخاذ مزيد من الإجراءات بعد تحديد حاجة الاقليم وارسالها مباشرة من الامدادات الطبية، تجهيز فريق جراحي للعمل بمستشفيات اقليم النيل الازرق واجراء مزيد من التنسيق بين وزارة الصحة بالنيل الازرق ووزارة الصحة الخرطوم لتحويل الحالات الحرجة وعلاجها على نفقة الصحة الاتحادية بمستشفى الخرطوم ، فضلاً عن توفير كل المعينات وتقديم الدعم الفني لغرفة الطواريء الصحية بوزارة الصحة بالنيل الأزرق.
وبدورها قالت لجان المقاومة بمدينة الروصيرص في ولاية النيل الأزرق، إن أحداث العنف التي وقعت بمنطقة قنيص شرق ومدينة قيسان ومدينة الروصيرص وقبلها منطقة أم درفة هي نتاج طبيعي للصراع بين شقي الحركة الشعبية في ظل الانقلاب العسكري بالسودان، وضعف الخدمات، وزيادة معاناة المواطنين، وللتعبئة والاحتقان بين عدد من القبائل بالنيل الأزرق.
وأوضحت المقاومة، في بيان صحفي، أنها حذرت من الفتنة التي يريدها البعض وقد كان، ولكن تناسى الجميع أن الحرب الأهلية التي يدعون لها سوف تنهش جسد كل المجتمع بقبائلة المختلفة دون فرز، مبينة أن تراخي القوات النظامية في أداء واجبها في حفظ أمن المواطنين رغم التحذيرات منذ فترة يعطي مؤشرًا خطيرًا لا يمكن تدارك مآلاته لاحقًا.
وأضافت “لذا وجب على كل أهلنا في النيل الأزرق الإنصات لصوت العقل ودرء الكارثة الأكبر التي نراها أقرب، فانتظار الحكومات وحدها في مثل هذه النزاعات سيعقد المشهد أكثر فأكثر”.
وتابعت “رجالات الإدارة الأهلية والناشطون والسياسيون وكل مفاتيح المجتمع إذا لم يستطيعوا التحرك وعمل اختراق حقيقي لوعي المجتمع وضرورة الجلوس وعقد الحوارات والمصالحات وفرضها بإرادة الشعب على الجميع سواء حكومة ولاية أو مركز أو كمجتمع؛ فإن التاريخ سيسجل عجزنا جميعًا في المحافظة على بعضنا البعض وعلى وطن لن نجده”.
وناشدت المقاومة، جميع الكوادر الطبية بالتواجد بالمستشفيات والمراكز الصحية بالنيل الأزرق، كما ناشدت المنظمات التي تعمل في مجال السلام والتعايش السلمي والإغاثات الطبية واللوجستية التدخل بشكل عاجل.
وفي السياق قال عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان في منشور بصفحته على فيس بوك أجدد أدانتي للعنف مهما كانت مبرراته، وأكد أن المشكلة دائما وأبداً في الخرطوم وليست في أقاليم السودان المختلفة، التي تدفع ثمن تلك المشكلات والخلافات من دم أبنائها وإستقرار أهلها، حتى تقاصر طموح معظم أهل السودان من أن تقدم الدولة لهم الخدمة المُستحقة، وانحصر فقط في أن تتركهم الدولة وشأنهم، يَكدون في أرضهم وحلالهم دون تدخل يقودهم إلى الاحتراب.
وأضاف الفكي عند إندلاع أزمة شرق البلاد في وقتٍ سابق، قلت إن رحلات المسؤولين إلى الشرق وحدها لن تحل المشكلة، لأن أطراف الخلاف الرئيسيين يجلسون في الخرطوم، يحركون أطراف السودان لتحقيق نقاط كلٌ حسب مصالحه، ويومها كان التحضير للانقلاب يمضي على قدم وساق وأثبتت الأيام صدق ما قلناه. إنهاء انقلاب 25 أكتوبر، والحل السياسي الشامل، هو الحل الأكثر نجاعةً للحفاظ على السلم الأهلي، ومن ثم يَتبعه تكوين حكوماتٍ محلية منتخبة بسلطات أكبر للأقاليم، وتقاسمٍ واضح للموارد مبني على المواطنة.
إلى ذلك دعا تجمع قوي الهامش السوداني طرفي النزاع في النيل الازرق الي حقن الدماء واعتبر أن مايدور الان في النيل الازرق هي مؤامرة خسيسة قد حدثت من قبل في سنار وشرق السودان ودارفور وهذا يعتبر ضرب لوحدة الهامش العريض.
وقال التجمع في بيان ان المسألة اكبر من ادارة اهلية او امارة او سلطنة
فمشاكل قبائلنا في الهامش منذ الاستعمار.
وأبان عندما خرج المستعمر ترك اعوانه حيث تم إلغاء بند الادارة الاهلية في بعض المناطق وتفعيلها في مناطق اخري ليكون النزاع قائم وموجود هناك وثائق سرية ومخفية تأكد ذلك.
وناشدت جميع قبائل السودان لتفويت الفرصة وعلى شباب السودان بكافة قبائلهم المختلفة الدعوة إلي (مؤتمر حوار سوداني سوداني سلمي تعايشي جامع من اجل وحدة الجميع).
ليكون (شعاره سودان بلا نعرات قبلية)
وتابع البيان: إلى الجنرال مالك عقار نحن في تجمع قوي الهامش السوداني نثق في مقدراتك وما تحويه من مشروع تحرري نضال دقيق لكل السودان فيه ادق التفاصيل وانت رجل ثوري ومناضل
ودعا إلى التدخل الفور والعاجل لوقف النزاع والفوضي والقتل إن هامش النيل الازرق من الهوامش العظيمة في تقديم نماذج الثورة عندما خرجت ثورتنا خرجت من الدمازين وشاركت فيها كل القبائل دون استثناء فأسقطت نظام جسم ثلاثين سنة.
وقال إن السؤال المطروح من المستفيد من النزاعات القبلية.
وتسأل أيضا لماذا تخلق النزاعات القبلية في بعض المناطق ذات الثقل السكاني عندما تقترب الانتخابات ولماذا عندما تريد قبائل الهامش تنظيم نفسها وخلق ادارة برؤي جديدة لتدير شؤنها تكون المشكلة.