أزمة الغذاء تزيد مخاوف خطر المجاعة الكارثية في السودان – التايمز نيوز
سياسة

أزمة الغذاء تزيد مخاوف خطر المجاعة الكارثية في السودان

كسلا – أم عزين سليمان عبيد

يخيم شبح المجاعة على السودان بسبب فشل الموسم الزراعي، وتمدد الحرب إلى مناطق الإنتاج والزراعة خصوصاً ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور ومدن سنجة والدالي والمزموم، فضلاً عن ندرة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها ومشكلات وصولها إلى مناطق عديدة في البلاد.

وبحسب تقارير أممية ودولية فإن ملايين السودانيين، لا سيما في دارفور والخرطوم والجزيرة يقفون على أعتاب مرحلة متقدمة من الجوع، في ظل صعوبة الحصول على السلع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية بسبب تطاول أمد الصراع المسلح.

ندرة وارتفاع في الأسعار

تقول منال حسين – ربة منزل بمدينة الأبيض لـ (التايمز نيوز) : تعاني الأسواق من ندرة في المواد الغذائية، والمتوفر منها ارتفعت أسعاره بصورة مخيفة، إذ وصلت إلى 500 في المئة.

وتضيف : غالبية المواطنين لا يملكون الأموال لشراء الاحتياجات الأساسية، خصوصاً بعد توقف الأعمال اليومية وعدم صرف الرواتب لأكثر من (18) شهراً.

وأوضحت أن “انهيار الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية ساهم في زيادة السلع الاستهلاكية لأعلى معدل، وبالتالي فإن الجوع سيدهم الكل خلال الفترة القادمة.

تقارير صادمة

إلى ذلك، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” عن زيادة مقلقة جداً في مستويات الجوع في عدد من الدول العربية، وذكرت ضمنها غزة والسودان وسوريا واليمن.

وجاء السودان ضمن (18) بؤرة ساخنة للجوع تضم “22” بلداً رجحت “الفاو” أن يزداد فيها مستوى انعدام الأمن الغذائي الحاد حجماً وشدة، وفقاً لتقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة في شأن الإنذار المبكر.

وبحسب المنظمات الأممية والدولية، فإن أكثر من نصف السودانيين، أي نحو (25) مليون شخص، يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم “18” مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم نحو 5 ملايين على شفا الكارثة، كما عانى نحو 3.5 مليون طفل من سوء التغذية، في ثاني أسوأ تصنيف يعتمده برنامج الغذاء العالمي لحالات الطوارئ بعد تصنيف المجاعة، إلى جانب تفشي الأمراض المعدية والأوبئة مثل الملاريا وحمى الضنك والكوليرا.

مناطق متأثرة

وفي ظل واقع الجوع والمعاناة الإنسانية المتفاقمة التي فرضتها الحرب، تعاني ولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور على وجه التحديد نقصاً حاداً في المواد الغذائية والسلع وصعوبة وصولها بسبب غياب الأمن في الطرقات ووجود عصابات نهب، فضلاً عن عدم وصول المساعدات الإنسانية.

ويعتمد سكان الخرطوم بشكل رئيسي على المطابخ الخيرية الجماعية التي ظلت تقدم وجبات يومية للمواطنين العالقين في العاصمة، لكن هذه المطابخ تأثرت بالظروف الاقتصادية وانعدام المواد الغذائية.

يقول المتطوع في خدمات الأطعمة المجانية الصادق محجوب لـ (التايمز نيوز) : عجز العاملين في المطابخ الخيرية عن تقديم الخدمات اليومية يهدد بأزمة غذائية ستفاقم من أوضاع آلاف المواطنين.

وأضاف : عدد كبير من السكان يعتمدون على وجبات المطابخ الخيرية بصورة يومية في الحصول على الطعام، ولذلك فإن توقف الخدمات فاقم من المعاناة، ويتزامن كل ذلك مع انعدام السيولة النقدية وقطع الكهرباء والمياه وندرة الغاز.

مجاعة طاحنة

في السياق، يقول المتخصص في الشأن الاقتصادي، فرح طه لـ (التايمز نيوز) : الحرب المستمرة دفعت البلاد إلى شفا الانهيار، إذ تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع، وإن أقل من خمسة في المئة فقط من السكان يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم.

وأضاف : ستكون المجاعة طاحنة بسبب انهيار الموسم الشتوي وفشل حصاد محصول القمح بمشروع الجزيرة، مما أدي إلى نقص حاد في الغذاء، علاوة علي عدم إمكان عبور الأغذية والمساعدات المقدمة من المنظمات والدول الأخرى باعتبار ولاية الجزيرة هي المعبر للاقاليم الأخرى.

وتابع : نقص الغذاء دفع عدداً من المواطنين في بعض مناطق ولايتي كردفان ودارفور إلى تناول علف الحيوانات وأوراق الأشجار والجراد وغيرها من الأطعمة لمقاومة الجوع.

وأردف : الموسم الزراعي الحالي حصد الفشل بعد عدم تمكن المزارعين من زراعة الأراضي في ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور ومناطق الإنتاج في سنجة والدالي والمزموم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى