قلق حول تزايد حالات المفقودين خلال حرب السودان – التايمز نيوز
سياسة

قلق حول تزايد حالات المفقودين خلال حرب السودان

كسلا – مودة معتصم

أسهم طول أمد الحرب وتزايد معدلات الانتهاكات في ارتفاع أعداد المفقودين خصوصاً الأطفال والمسنين بسبب الهلع وسط المواطنين الفارين من هول القتال وإطلاق النار بصورة عشوائية، إلى جانب الاختفاء القسري نتيجة الاختطاف والاعتقالات.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بصور لعديد من المفقودين، لا سيما أن منهم من فقد ذويه وسط الزحام بموقف الباصات السفرية أو العبور من طريق المراكب المتهالكة ذات الصناعة التقليدية، مما أدى إلى غرق 25 شخصاً خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة سنار في وقت سابق، ولحق بهم نحو 20 آخرين حاولوا السباحة عبر المجاري المائية بسبب انعدام المسارات الآمنة للخروج، كما أبلغ ناشطون عن فقدان 350 شخصاً من محاور القتال بولاية سنار يضافون إلى العشرات في الخرطوم والجزيرة معظمهم من الأطفال والنساء.

أزمة كبيرة

في السياق تقول عضو لجنة محامي الطوارئ سامية عبدالرزاق إن “سياسة التمييز التي يتبعها طرفا الصراع في حرب السودان، أدت إلى تصاعد معدلات المفقودين بسبب الاعتقالات الواسعة والتصفيات، التي شملت الناشطين في لجان المقاومة وغرف الطوارئ، إلى جانب العسكريين، فضلاً عن أن التشكيك في الشكل واللبس بات هاجساً يؤرق الشباب، مما أدى إلى توقف أعمالهم في مساعدة المتأثرين من الحرب في الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور، إضافة إلى ولاية سنار”.

وأضافت “ظلت لجنة محامي الطوارئ في تقاريرها تحذر من خطورة استهداف المدنيين وحجم الانتهاكات التي لحقت بهم منذ اندلاع الصراع بسبب الانتماء القبلي أو السياسي، بيد أنها تعد من أكبر إفرازات الحرب التي أسهمت في انتشار خطاب الكراهية والنزاعات القبلية”.

قضية مقلقة

على الصعيد نفسه، قال رئيس مجلس أمناء هيئة محامي دارفور المكلف، الصادق علي حسن، “ليس لدينا إحصائيات بعدد المفقودين من جراء هذه الحرب، والراجح أن أعدادهم كبيرة.

وأضاف : هذه القضية مقلقة جداً للأسر التي فقدت أبناءها ولا تدري أين مكان اختفائهم وهل هم أحياء أم مقتولون وما وضعهم الصحي؟ وللأسف فإن الجهد في هذه الحالة يكون عبر وسائل غير رسمية مثل مواقع التواصل ولجان متطوعة وناشطين وغيرهم، بالتالي تكون وسائل البحث ضعيفة جداً، بعكس الوضع عندما تعمل الشرطة التي تمتلك آليات وصلاحيات وخبرات في هذا المجال.

مأساة الأطفال

ويشكل مئات المفقودين وجهاً آخر لفاجعة أهل ولاية الجزيرة، إذ يعتقد أن بعضهم من الأطفال الذين ضلوا الطريق وانفصلوا عن أسرهم أثناء الفرار الفوضوي، بينما يرجح آخرون أنهم ربما قيد الاحتجاز لدى قوات “الدعم السريع”.

إلى ذلك قال الأمين العام للمجلس القومي للطفولة في السودان عبدالقادر الأمين أبو إن “هناك 8 آلاف طفل بين قتيل ومفقود ومختطف بسبب الحرب، المندلعة منذ أبريل 2023.

وأضاف : يعمل المجلس مع الوزارات المعنية لتفعيل الحماية الاجتماعية للأطفال والملاذ الآمن، وكذلك توفير قاعدة بيانات تشمل الإحصاءات للمساعدة في تحقيق العدالة وتقديم الخدمات، علاوة على وجود خطة لتأمين الأمن الغذائي للأطفال في المناطق المتضررة من الحرب، ومساعدة اليافعين الذين نزحوا من الخرطوم ومدينة ود مدني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى