سكان الخرطوم العالقين يكافحون ظروفاً قاسية بسبب الحرب – التايمز نيوز
سياسة

سكان الخرطوم العالقين يكافحون ظروفاً قاسية بسبب الحرب

بورتسودان – محمد أحمد يونس

يعيش السكان العالقين في الخرطوم الذين لم يتمكنوا من النزوح أوضاعاً مأسوية من رعب وعنف مع تزايد عمليات القتل والسلب والنهب، فضلاً عن خطر الجوع الماثل بسبب شح المتاح من السلع الغذائية وعدم القدرة على التنقل وانعدام السيولة.

وباتت المجاعة والمرض يفتكان بالمواطنين في مناطق عديدة بالعاصمة في ظل أزمة معيشية خانقة وندرة في الأدوية وانقطاع العلاج، فضلاً عن تفشي الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.

أمراض وسوء تغذية

وفي محلية شرق النيل كشفت لجنة مقاومة الجريف غرب عن رصد نحو (32) حالة وفاة في المنطقة بسبب سوء التغذية والحميات وضعف المناعة التي بدأت تتفشى وتحصد أرواح الأطفال وكبار السن على وجه الخصوص.

وأكدت اللجان تفشي نوع من الحميات مصحوباً بتشنجات في أحياء الجريف والمناطق المجاورة لها، رجحت تقارير للمكتب الطبي التابع للجنة أن يكون سببها المياه غير الصالحة للشرب نتيجة اضطرار السكان إلى الشرب من مياه النيل مباشرة، مما ينذر بكارثة صحية تهدد المنطقة.

تفاقم الأوضاع

من جهته يقول عضو غرفة طوارئ البراري النمير خواجة لـ (التايمز نيوز) إن “السكان العالقين في الخرطوم كانوا طوال الأشهر الأولى من الحرب يسدون الفجوة في الغذاء الجماعي بالتجمع وتشارك الوجبات كل بحسب ما يملك من كمية ونوعية طعام.

وأضاف : عندما بدأت مشكلة نقص الغذاء ومياه الشرب في التفاقم بادرت غرف الطوارئ ولجان المقاومة في الأحياء بتبني نظام المطابخ الجماعية بغرض تأمين وجبات بسيطة مثل الفول والعدس ونجحت في السيطرة على الوضع لأشهر عديدة.

وتابع : التعثر المادي الذي لازم غرف الطوارئ ولجان المقاومة أدى إلى توقف معظم المطابخ في عدد من محليات العاصمة الخرطوم بصورة كاملة بسبب النقص الحاد في الدعم الذي حال دون استمرارها.

جوع ونهب

وعلى الصعيد نفسه، يقول التجاني الفاتح، أحد الموجودين في منطقة المربعات في أم درمان لـ (التايمز نيوز) إن ” معظم العالقين فقدوا جزءاً كبيراً من أوزانهم بسبب تناولهم وجبة واحدة في اليوم.

وأوضح “نعيش على أقل من حد الكفاف حيث ندرة وارتفاع جنوني في أسعار كل السلع، بلا كهرباء أو مياه أو خدمات صحية، فقط نقتات على بعض المنتجات الزراعية الواردة من قرى غرب أم درمان، وهناك كثر يعتمدون على البقوليات ولا يجدون رغيف خبز منذ أشهر عدة بسبب انعدام الدقيق وإغلاق المخابز.

وأشار إلى أن قوات “الدعم السريع” لا تزال تحكم تلك المناطق عبر ما يسمى لجنة الظواهر السالبة، التي تتخذ من أحد المنازل في منطقة تقاطع ود البلال مقراً لها، إذ تقوم بإصدار أذونات وتصاريح المرور لدخول وخروج المواطنين والسلع الغذائية، وكذلك عمليات مراقبة وتدقيق في هويات من يشتبهون فيه لا سيما الوجوه الجديدة، بينما تنتشر ظاهرة اللصوص وقطع الطرق والنهب بخاصة في الفترات المسائية.

تداعيات إنسانية

ومنذ منتصف أبريل 2023، يواجه السودانيون تداعيات إنسانية متصاعدة بسبب الحرب المندلعة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” وسط تحذيرات أممية ودولية من أن اتساع نطاق العمليات العسكرية داخل المدن والأحياء السكنية يضع المدنيين العالقين في مناطق القتال أمام نقص حاد في الغذاء والدواء، بينما تتصاعد الدعوات والضغوط من أجل فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى