الحرب تفاقم معاناة المعاقين في السودان – التايمز نيوز
سياسة

الحرب تفاقم معاناة المعاقين في السودان

بورتسودان – محمد أحمد يونس

منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع” تعرضت معظم المؤسسات الرسمية للهجمات والأضرار بينها مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين، ووسط هذه الظروف المأسوية وجدوا أنفسهم أكثر الفئات المتضررة العالقة وسط القتال نظراً لحوجتهم الماسة إلى الرعاية وأساسات المأوى والغذاء والعلاج والدواء.

وبعد مُضى “18” شهراً من تفجر الصراع المسلح تزايدت أعداد المعاقين بصورة ملحوظة، حيث ما زالت عمليات البتر المستمرة تحصد أعضاء المصابين بمعدلات كبيرة داخل المستشفيات القليلة العاملة حتى الآن.

أزمات ومعاناة

يقول محمود نور الدائم لـ (التايمز نيوز) : خلال أكثر من عام ونص تغلبنا على ظروف بالغة التعقيد، لكننا لن نقوى على الصمود في حال استمرار الحرب لفترة طويلة، لم تراع الدولة أو المنظمات الإنسانية الوطنية والدولية وضعنا الاستثنائي وضرورة تخصيص أماكن تتوافر فيها سبل الراحة، علاوة على الرعاية الصحية والغذاء النوعي.

وأضاف أن “تصاعد القتال لم يستثن أحداً واستهدف حتى ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين، مما اضطرهم للنزوح هرباً من سعير الحرب إلى جحيم الحياة القاسية في معسكرات تفتقد أبسط المقومات، في ظل وجود نساء ورجال يعانون من أمراض مزمنة وسوء تغذية ومشكلات نفسية.

وتابع : نحتاج إلى اهتمام متعاظم من الجهات كافة إلى جانب توفير المعينات الطبية والإنسانية، وتخصيص مراكز إيواء موحدة لذوي الاحتياجات الخاصة بمواصفات تراعي وضعهم الخاص من أجل ضمان سلامتهم صحياً ونفسياً.

تفاقم الأوضاع

من جهته يقول الناشط المجتمعي مأمون عمر لـ (التايمز نيوز) إن “الحرب تزيد كل يوم بصورة كبيرة من أعداد المعاقين حركياً في السودان مدنيين كانوا أو عسكريين بسبب الإصابات وعمليات البتر المتعددة لأطرافهم التي تضررت كلياً نتيجة إصابات خطرة بالرصاص والذخيرة، ولن ينكشف الحجم الحقيقي الكلي لهذا الأمر إلا بعد توقف الحرب، لكن المرجح أن تكون الأعداد كبيرة بصورة مخيفة.

وأضاف : معظم الذين نزحوا من المعاقين كانت وجهتم في المرحلة الأولى مدينة ود مدني، لكن بعد اجتياحها بواسطة قوات “الدعم السريع” ارتبك الوضع وسادت فوضى الفرار، ما اضطر بعضهم للتوجه إلى الشرق في كسلا والقضارف وبورتسودان التي استقبلت مئات المعاقين تجاوز 400 فرد منهم معظمهم من الخرطوم والجزيرة، بينما اتجه آخرون مع ذويهم إلى الشمال، وللأسف ما زال بعضهم عالقا في ود مدني وقرى أخرى في ولاية الجزيرة.

وأوضح أن “وقع الخوف والقلق على المعاقين وأسرهم كبيراً خلال الحرب التي دمرت عديداً من المباني بما فيها مراكز العلاج والإيواء، وانعدمت مع خدمات المياه والكهرباء والصحة معظم الضرورات الملحة، والمعينات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وفرار الكوادر المعاونة ومنسوبي المنظمات الإقليمية والدولية.

مشكلات نفسية

في السياق، يقول مالك حسن، والد أحد ذوي الاحتياجات الخاصة، إن “هذه الشريحة المجتمعية بما فيهم ذوي الإعاقة البدنية فقدوا حقوقهم وخصوصية تعاملهم خلال هذه الحرب، مما ضاعف معاناتهم حتى في المناطق التي نزحوا إليها سواء بمفردهم أو مع أسرهم.

وأضاف : ما زالوا يواجهون مشكلات وضغوطاً اجتماعية ونفسانية كبيرة نتيجة ضياع حقوقهم التي نصت عليها المواثيق المحلية والدولية، فيما غاب دور وتجاوب المنظمات الإنسانية في وقت تتزايد فيه الحاجة.

وتابع : ما زال كثيراً منهم يواجهون أوضاعاً صعبة في مناطق النزوح نتيجة عدم وجود مراكز متخصصة كافية في الولايات، وإذ وجدت فهي متواضعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى