السودانيون الهاربين من الحرب في مصر بين مطرقة اللجوء وسندان الترحيل.. – التايمز نيوز
أخبار

السودانيون الهاربين من الحرب في مصر بين مطرقة اللجوء وسندان الترحيل..

تقرير – سعدية حسن الياس

منذ اشتعال الحرب في السودان َوانعدام الامان والاستقرار في جميع ولايات البلاد. أجبر الكثيرين على مغادرة منازلهم ونزح ملايين السودانيين داخل البلاد بينما لجأ الآلاف إلى الدول المجاورة، واستقبلت جمهورية مصر العربية اعداد كبيرة من السودانيين بعد اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023، حيث بدأ الأمر بتوافد السودانيين الهاربين من الحرب إلى مصر عبر التأشيرات والمعابر الرسمية، قبل أن يتم إغلاق المعابر وتقييد منح التأشيرة من قبل السفارة المصرية بالسودان، الأمر الذي دفع آلاف السودانيين للدخول إلى مصر بصورة غير شرعية لاجئين إليها من الحرب، وتقول إحصائيات رسمية أن 387,071 لاجئا سودانيا مسجلين بمفوضية اللاجئين فضلا عن لاجئين من دول أخرى و ظل العدد في تزايد مسترد حيث دفع تجدد الصراعات السياسية في شرق إفريقيا والقرن الأفريقي وكذلك الاضطرابات في العراق واليمن آلاف الأشخاص من إثيوبيا والعراق واليمن إلى اللجوء إلى مصر. وحتى 20 يونيو 2024، وصل عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية و156,444 من سوريا و36,813 من إريتريا و18,419 من إثيوبيا و8,677 من اليمن و8,046 من الصومال و5,683 من العراق كما يتواجد بمصر أيضا 43,419 من جنوب السودان ولاجئين وأكثر من 54 جنسية أخرى في آخر تقرير للامم المتحده مما سبب حالة من القلق والتوتر بالنسبة للمواطن المصري خصوص ان البلاد تعاني من بعض الظروف الاقتصادية من غلاء في المعيشة ، هذا الامر خلق نوعا من الجفوة الاجتماعية بين اللاجئين والمواطن، بعد أن تبادر لاذهان معظم الشعب المصري بأن الحكومة المصرية تدفع للاجئين مبالغ مالية مجدية تساعدهم على العيش ، والممارسات اليومية التي يرها الشعب المصري من اللاجئ السوداني علي وجه الخصوص تأكد مما لا يدع مجالا للشك انهم مدعوم من جهة ما، حيث ارتفعت الإيجارات من (الألف ونصف) الى ( الخمسة الآلاف ) جنيه مصري ، و الجبز (الرغيف) من ( جنيه واحد ) الي( جنيه ونصف)
وسلع اخرى مثل الدقيق والسكر وقطع الغيار والبنزين وغيرها
بهذا الارتفاع تعالت أصوات البعض منهم ونادت بخروج اللاجئ السوداني من أرضه باعتبار انه كان السبب الرئيس في هذا الغلاء وانهم استولوا على مناطق بعينها بالقاهرة ..

حملات ضد المخالفين

ومؤخرا نفذت السلطات المصرية حملات لضبط الوجود الأجنبي وترحيل كل المخالفين الشروط الإقامة، فضلا عن إغلاق كافة المحلات التجارية والمدارس والأنشطة المختلفة الغير مرخص لها بالعمل في مصر، وعلى الرغم من أن الحملات شملت كل الجنسيات الموجودة في مصر إلا أن السودانيين شعروا بأن فيها ثمة استهداف مقصود لهم دون غيرهم، وهو مما زاد من حدة الاحتقان بين الشعبين المصري والسوداني، ويرى البعض ان الاستهداف ظاهر للسودانيين من خلال الملاحقة وإغلاق محلات السودانيين والمدارس السودانية.

ممارسات خاطئة

الممارسات الخاطئة من السودانيين بالقاهرةادت إلى المشادات الكلامية بين الشعبين وانتشرت عبارة ( نحن قاعدين بفلوسنا) كثيرا في الطرقات وفي كل نقاش حتى وإن كان السوداني على خطأ بالاضافة الى بعض الفتيات السودانيات اللائى يخرجن بملابس تكشف كل عوراتهن.

استغلال بشع ..

ومنذ وصول السودانيين إلى القاهرة ارتفع أسعار الاايجارات بصورة جنونية بالنسبة للشقق السكنية والمحلات التجارية خصوصا ان عدد مقدر من السودانيين افتتحوا محلاتهم الخاصة للترزق اليومي إضافة الى سمسارة العقارات الذين يعرضون علي المالك مبالغ كبيرة لإخراج المواطن المصري البسيط والتكسب من وراء ارتفاع سعر الإيجار هذا جعل المصريين( يشتمون) الاجانب بشكل عام وبشكل خاص السودانيين لأنهم يسكنون مهما ارتفعت الأسعار

العقل يتحدث …

بساطة السودانيين في التعامل خلق منهم بشر خارجين عن القانون والميثاق الدولي حيث يجهل البعض قوانين اللجوء وكيف يعيش اللاجئ في بلد غير بلده، التعامل الطيب أيضا من الشعب المصري خلق نوعا من الاريحية الزائدة عن الحد للاجئ السودان وهذا يظهر في استباحته لكل ماهو مصري( النوادي..القهاوي والمولات والمحلات التجارية)
والسهر حتى الساعات الأولى من الصباح على نطاق سكنهم داخل الشقق في الأبراج العاليه ومعاناة السكان من حركة الاسانسير والمشي على السلالم بطريقة مزعجة فقد ساهمت كل هذه الأشياء في ارتفاع خطاب الكراهية بين مصر والسودان، في البداية كان النقاش علي أرض الواقع الى ان انتقلت الي مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها حتى بات الأمر فيه نوع من التباري والتباهي وربما والتكسب المادي بارتفاع عدد المشاهدات والكومنتات

توفيق الاوضاع

اتفقت الحكومة المصرية السودانية علي منح اللاجئين فرصة لتوفيق أوضاعها حتي نهاية يوليو ولكن كانت هناك مخالفات واضحة على مستوى الاقامات والمدارس حيث قامت مصر بإغلاق جميع المدارس والجامعات لحين توفيق أوضاعها.

مراعاة أوضاع السودانيين..

ودعت الخبيرة أماني الطويل إلى مراعاة أوضاع السودانيين وقالت:” قرار إغلاق المدارس السودانية غير المرخصة أتمنى ان يأخذ بعين الاعتبار امتحانات الطلبة . بحيث لايتعطلون ولايحبطون يكفيهم ماتحملوه بسبب الحرب، مصالح الصغار والاجيال السودانية الجديدة في رقابنا”، وتجئ دعوة الطويل في غضون مطالبات أخرى للنظر بعين من الرأفة للسودانيين، سيما مع استمرار الحرب في بلادهم مع مطالبات دولية أخرى للمصريين بتحسين معاملة اللاجئين السودانيين.

مطرقة اللجوء وسندان الترحيل..

ويرى الاستاذ ابراهيم عوض أن السودانيين أصبحوا حاليا بين مطرقة اللجوء والهروب من الحرب وسندان حملات التضييق من قبل السلطات المصرية، وأضاف في حديثه ل”لتايمز نيوز”، بعض السودانيين وصلو القاهرة بشق الأنفس وبعد رحلة طويلة من المعاناة ولم يتبقى لهم أحد في السودان بعد فقدانهم للأسرة وللممتلكات، فهؤلاء يواجهون مصيرا قاسيا، وأشار البعض ينتظر مواعيد مقابلة المفوضية فتتفاجأ اسرته بالقبض عليه وترحيله، وتابع صحيح هناك مخالفات وممارسات خاطئة من قبل السودانيين، ولكننا كلنا أمل في أن تتم مراعاة الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا، وتجديد المهلة، وتحديد ضوابط صارمة للايجارات والمحلات مع ضرورة التزام السودانيين بهذه الاجراءات والعيش بسلام في أرض مصر الآمنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى