​أزمة الكابتنية واللاعب الحماسي بالمريخ..”​في حب الكيان”.. “​الشريف كروفل” – التايمز نيوز
رأي

​أزمة الكابتنية واللاعب الحماسي بالمريخ..”​في حب الكيان”.. “​الشريف كروفل”

​منذ فترة ليست بالقصيرة ، والمريخ يعاني من عدم وجود اللاعب الحماسي داخل الميدان . هذا اللاعب الذي يلهب حماس زملائه ويخرجهم من حالة الإحباط عند استقبال هدف ، ويرفع من روحهم المعنوية إذا فترت عزيمتهم . كما افتقد المريخ ومنذ فترة ، القائد المحنك الذي يكون بمثابة المدرب داخل الملعب ، فيقوم بتوجيه اللاعبين وإرشادهم وسد الثغرات و معالجة نقاط الضعف ، فيستفيد الفريق من كل الطاقات الموجودة به ، حتى يخيل لمن يشاهد المباراة أن الفريق يلعب بـ 12 لاعبًا ؛ ذلك أن اللاعب رقم 12 هو الحماس والغيرة التي تتفجر في نفوس اللاعبين . و حتى الجماهير يلتهب حماسها وهى تشاهد فريقا مكتمل لا يضع امامه إلا النصر .
​ولا شك أنه بعد اعتزال القائد إبراهيم حسين (إبراهومة) ، لم يمر على المريخ قائد محنك ولا لاعبون حماسيون غير القليل ، ومعظمهم من الأجانب ، مثل باسكال وواوا ، وأيمن سعيد ، وعصام الحضري . ومن اللاعبين المحليين بلة جابر وموسى الزومة . أما كشف المريخ الحالي ، فإذا استبعدنا اللاعبين الذين تمت إضافتهم مؤخرًا ، فلا يوجد لاعب حماسي واحد يمكنه أن يلهب حماس زملائه داخل الميدان إذا انخفض أداء الفريق أو تعرض لضغط أو اهتزت شباكه . لذلك ، يجب على القطاع الرياضي أن يختار لاعبين لديهم الشخصية التي يمكن أن تقوم بهذه المهمة ، ويقوم بتدريب اللاعبين لأداء هذا الدور داخل الميدان ، في التمارين والمباريات . فعلى القطاع الرياضي اذن أن لا يهمل هذا الأمر ، فهو جزء مهم و يلعب في الكثير من الأحيان أهم دور في تحقيق الانتصارات .
​أما موضوع الكابتنية بالمريخ ، فهذه أزمة يعاني منها النادي ، بل يمكن أن تكون سببًا في كثير من المشاكل التي أثرت على استقرار المريخ فى الفترة الأخيرة ، لأن القيام بدور الكابتنية بالطريقة المثلى يحسم الكثير من القضايا ، ويجنّب الفريق العديد من المشاكل ، ويقضي على الفوضى . فالقائد هو صاحب الدور الأكبر في حل المشكلات و القضاء عليها وهى فى مهدها ، و هو من يعمل على خلق مجتمع مترابط ومتعاون بين اللاعبين داخل وخارج الميدان ، ويقرّب وجهات النظر بين اللاعبين والمجالس في حال حدوث مشكلة و عند تسجيلات اللاعبين او تجديد عقودهم ، وينشر ثقافة الولاء وحب الشعار والإخلاص له .

​إن جماهير المريخ ومنذ فترة ، تعلم أن هناك مشكلة بخصوص الكابتنية لم تحسمها كل المجالس السابقة . وقد تعامل أهل المريخ مع القضية على أنها شأن داخلي بين اللاعبين ، ولكن الأمر أصبح واضحًا وليس من الحكمة أن نتجاهله ، خصوصا بعد أن رفض أمير كمال ارتداء شارة الكابتنية قبل دخول الملعب بديلًا في إحدى مباريات الدوري الممتاز بالنخبة ، و أمام كاميرات التلفزيون في مشهد لم يكن جميلًا شاهده كل من كان يتابع المباراة .
​يبدو أن أمير كمال يرفض كابتنية المريخ ، و تلك حريتة الشخصية . ولكن تظل كابتنية المريخ فخر وشرف لكل من يتقلدها ، وهذه الكابتنية لم يتقلدها إلا كل صاحب حظ عظيم . ومن هنا ، نطالب القطاع الرياضي بتأهيل لاعبين يمتلكون روح الحماس ، وتطوير تلك الموهبة عندهم ، وتدريبهم بالشكل الذي يجعلهم يقومون بدورهم كاملًا إذا تقلدوا شارة الكابتنية . فاللاعب الحماسي ، والمؤهل للقيادة في نفس الوقت ، هو الذي يمتلك القدرة على التحكم فى حركة اللاعبين داخل الميدان . و القائد يجب أن يكون منضبطًا وجادًا ومحبوبًا بين أفراد فريقه ، و يجب أن يتمتع بالحكمة ورجاحة العقل ، وهو من يمتلك أسلوبا يؤثر فى من يقودهم . مثل هذا اللاعب يهابه حتى الحكام ، لأنه يدرك كيف يمكنه أن يطالب بحقه دون أن يتعرض هو أو يعرض زملاؤه للإنذارات .

​تحدثنا في هذا الأمر لأن المريخ الآن في مرحلة بناء ، والبناء بالتأسيس السليم يجب أن يهتم بأدق وأصغر التفاصيل ، و هذه التفصيلة مهمة جدا . ولذلك ، يجب أن يعلم القطاع الرياضي والجهاز الفني أن اللاعب الحماسي والقائد المحنك عاملان رئيسيان في تحقيق الانتصارات وبالتالي تحقيق البطولات .

​وعشت يا مريخ موفور القيم
ناهض بالعزة والوحدة والفهم والفكر السليم خفاق العلم

الشريف كروفل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى