عرائس الهيئة العربية.. على مسرح المستقبل

متابعات : سماح طه
تتهيأ القاهرة في يناير من العام 2026 لاستقبال حدث نوعي يفتح نوافذ جديدة للخيال،… حيث أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن تنظيم الملتقى العربي الخامس لفنون العرائس والدمى والفنون المجاورة في الفترة من 20 إلى 22 يناير ٢٠٢٦ ، مباشرة عقب مهرجان المسرح العربي الذي يقام بالتزامن مع يوم المسرح العربي….و بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية …و مسرح القاهرة للعرائس…
هذا الملتقى لا يأتي مجرد محطة في تقويم ثقافي مزدحم، بل ينطلق من إيمان عميق بأن فنون العرائس والدمى وفنون الفرجة الشعبية و الفنون المجاورة تشكل جزءًا أصيلًا من ثقافتنا وشخصيتنا الحضارية. فهي الفنون التي نسجت وجدان الطفولة في العالم العربي قبل أن تقتحمها ألعاب الكمبيوتر والإنترنت وقنوات الرسوم المتحركة، لتبقى شاهدة على أن الحكاية والخيال كانا أول لغة للتربية والجمال.
وتؤكد الهيئة العربية للمسرح أن الابتكار والتجديد هما حجر الزاوية في بحوث هذا الملتقى، حيث يشترط أن تقترن الأوراق البحثية بالشواهد العملية والتجارب الحية التي يمكن عرضها إلى جانب النصوص النظرية. ومن هنا جاء شعار الدورة الخامسة للملتقي :
(تكنو عرائس – تكنو فرجة شعبية – بحث وتجربة)،
ليعكس الرؤية التي ترى في التكنولوجيا أداة لا لمحو هذه الفنون، بل لإعادة إنتاجها بروح معاصرة تستمد أصالتها من عمق التراث….
إن العرائس، التي لطالما تحركت بخيوط صغيرة وملأت القلوب الكبيرة بالدهشة، تجد اليوم في هذا الملتقى فرصة لتجديد حيويتها،… ولتغدو جسراً يربط الماضي بالحاضر، والحكاية الشعبية بالمشهد الرقمي….. إنها ليست مجرد وسائط للتسلية، بل فضاء تربوي وجمالي قادر على مخاطبة أجيال جديدة بوسائط معاصرة دون أن يفقد دفء الفرجة الشعبية وروحها الإنسانية….
وبهذا، تفتح الهيئة العربية للمسرح باب المشاركة في الدورة الخامسة عبر استمارة خاصة،…..مطروحة الان علي موقع الهيئة…ومؤكدة بذلك أن هذا الفعل ليس تنظيماً لمهرجان فحسب، بل هو خطوة أخرى في مشروعها الأشمل: إعادة الحياة إلى الفنون الأصيلة، ومنحها أفق المستقبل….
فمن القاهرة، وفي يناير القادم، ستقف العرائس والدمى على مسرح المستقبل، لا لتعيد فقط ذكريات الطفولة، بل لتؤكد أن الفن القادر على التجدد هو الذي يظل حيًا،… نابضًا،… وملهمًا….