دا …المريخ ياهو …دا ….المريخ “في حب الكيان”.. بقلم “الشريف كروفل”

عندما سُئل أحد الحكماء: “مَن تحب أكثر من أبنائك؟”، قال: “أحب الصغير حتى يكبر ، والمريض حتى يشفى ، والغائب حتى يعود”. وعندما سُئل حكيم آخر: “مَن تحب أكثر ، ابنك أم ابنتك؟”، قال: “أحب ابني أكثر من ابنتي ، وابنتي أكثر من ابني”.
بعض الأشياء من الحكمة عدم السؤال عنها ، وهي التي قيل عنها: “لا تسألوا عن أشياء”. وإذا شاءت الأقدار وتم طرح مثل هذه الأسئلة، فإنها تحتاج إلى حكمة للرد عليها.
نحن نعلم تمامًا أن المريخ ليس ناديًا نشجعه، ولكنه وطن نعيش فيه . فالوطن لا يميز بين أبنائه ، ولكن أبناء الوطن هم من يفسدونه عندما يميز بعضهم بعض ، فيتقطع جسد الوطن الواحد إلى أجزاء ، ولا يستطيع أي جزء أن يقوم بدوره بعيدًا عن الأجزاء الأخرى ، فتفشل جميعها ويضعف الوطن وينهار .
التحية لكل أهل المريخ ، من أول لبنة إدارية وأول مجموعة من اللاعبين توشحت بشعار المريخ ، إلى آخر مجلس يحمل راية المريخ وفريق يدافع عن شعاره.
و من الطبيعي ألا يتساوى العطاء بين مجلس ومجلس ، أو رئيس وآخر ، ولا بين جيل من اللاعبين وجيل آخر ، ولا يتساوى العطاء حتى على مستوى اللاعبين . فالجميع يعتبر عقدًا من الدرر، والعقد يتكون من حبات، وكل حبة تمثل جيلًا وحقبة من تاريخ المريخ العظيم . وانفصال أي حبة يفسد العقد ويفقده جماله ورونقه . و دائمًا نقول إن الأجيال التي تعاقبت على المريخ ، من مجالس إدارية أو لاعبين ، هي مثل قوس قزح ، لا يمكن أن نميز لونًا عن لون أو نستغني عن لون من الألوان ، فكثيرًا ما تُجرى مقارنات بين مجلس وآخر ، او لاعب و آخر ، اوجيل وجيل آخر . ولا شك أن خدمة المريخ إداريًا ، اوارتداء شعاره أو خدمته فى اى مجال آخر ، هو شرف يتمنى كل مريخابى أن يحظى به ، وهذا الشرف لا يجده كل إنسان . لذلك ، من الحكمة أن نتحدث عن عطاء وإنجازات كل جيل أو شخص بدون مقارنات . و ذلك لأن المقارنات دائمًا ما تمنح إحساسًا بالتقليل من قدر البعض . وكما ذكرنا من قبل ونكرر ، المريخ في مقام الوطن أو الوالد ، وكلنا نعلم كيف تكون النتيجة عندما يميز الوطن بين أفراد شعبه أو الأب بين أبنائه.
فالشكر كل الشكر لكل من قدم للمريخ و كل من خدمه إداريًا أو فنيًا او حسب استطاعته ، وكان جزءًا من تاريخ المريخ في مسيرة البقاء والعطاء لتظل راية المريخ عالية خفاقة بين الأندية.
و من الجميل أن نتجاهل بعض الأمور ، والأجمل من ذلك أن نتعامل بحسن النوايا. فلا مشكلة فى أن نظن الظن الحسن ونجد عكسه ، ولكنه ليس عدلا أن نظن ظن السوء و نكتشف بعد ذلك عكس ما نظن . وكل الجمال هو أن نعفو ونسامح ونغفر ، خاصة عندما نوجه هذه المشاعر لمن نحب ونعشق وتربطنا بهم صلة طيبة . فالذي يجمعنا أكبر من الذي يفرقنا .
الإعلام لا يخلو من الإثارة وفي بعض الأحيان من الخباثة للأسف الشديد ، فدخول كلمة أو خروجها من تصريح يمكن أن يغير معناه ويغير الإحساس تمامًا من أقصى ناحية إلى الناحية الأخرى ، ولذلك يقولون: “في العجلة الندامة”.
أخيرًا نقول:
فعلاً كلنا نشجع المريخ ونهوى ونحب الزعيم ، ولكن من خدم المريخ لاعبًا أو إداريًا أو فنيًا فقد تميز عن المشجع العادي، وزاده الله رفعة بين المشجعين .
وعشت يا مريخ موفور القيم
ناهضًا بالعزة والوحدة والفهم والفكر السليم خفاق العلم .