“بطاقة الدعوة… مأساة على خشبة الهزل” بقلم ..”سماح طه”

إحتدم الصراع في الوسط المسرحي هذه الأيام ليس حول نص يُعرض، ….. او فكرة تُجدد دماء الخشبة، بل حول بطاقة دعوة !… من يستلمها…؟ من يوزّعها…..؟ من يستحقها…..؟ ومن يُقصى عنها…؟ وكأنها مفتاح الدخول الي الجنة….؟
بطاقة الدعوة هذه – ويا للمفارقة – ليست لعرض مسرحي يضمد جراح الحرب،… ولا لفعالية ترفع منسوب الوعي وتساند المقهورين الذين لجأوا إلى دول الجوار هربًا من جحيم القتل و الدمار….. لا…..بل هي مجرد بطاقة، يتناحر حولها المسرحيون وكأنها “كلمة السر” لدخول التاريخ…..
أيها المسرحيون، اخرجوا من المشهد وانظروا الي الصورة : هل يتناسب ما تفعلونه مع المرحلة التي نمر بها…..؟ نحن في أمسّ الحاجة لمسرحي يؤثر على نفسه،…. لا أن يستأثر بالدعوات لنفس يعقوب…..
ثم لا تنسوا أنكم ضيوف على بلد يحترم الفن، ….. ولا يليق بكم كمبدعين سودانيين أن تكون صورتكم مهزوزة أمام العالم….. تماسكوا أمامهم واظهروا كأنكم بنيان مرصوص،…. وبمجرد أن تعودوا إلى دياركم ارجعوا لنفس الصراعات والحفر والدفن كما كنتم تفعلون…..! وتذكروا أن الحرب لم تقم وتستمر إلا بسبب غياب دوركم المفروض تجاه هذا الشعب…..
لكن وسط هذا الصراع ومشاهد الكوميديا السوداء،… يطل علينا ضوء آخر من مجهودات جبارة لمسرحيين ارتفعت لديهم حساسية الشعور بالألم والاحساس بالمسؤولية أمام مجتمعات مهشمة……
عروض مثل “حفرة” و**”نون الفجوة”** في مسرح الجامعة الأمريكية، علي سبيل المثال لا الحصر … زرعت فينا بذرة أمل بأن القادم أجمل،…. وأن بطاقة العبور الحقيقية ليست ورقة ملونة، بل تقديم فن يعبر عن شعب السودان المكلوم…..
وفي النهاية، لا نرى من هذا الصراع سوى مشهد من.. كوميديا سوداء.