عزاء الموسيقار محمد الأمين بالقاهرة يجمع رموز الفن والثقافة

التايمز نيوز: سماح طه
شهد مسجد الطريقة الشاذلية بحي المهندسين في القاهرة حضورًا مهيبًا من أبناء الجالية السودانية وعشاق الموسيقى، لتقديم واجب العزاء في الموسيقار الكبير محمد الأمين، الذي رحل عن عالمنا في 13 نوفمبر 2023 بالولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر ناهز الـ80 عامًا، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود صنع خلالها وجدان أمة وترك إرثًا خالدًا.
وتقدم أبناء الراحل صفوف المستقبلين في سرادق العزاء، بعد أن قدموا من الولايات المتحدة خصيصًا للمشاركة في المراسم واستقبال المعزين، في مشهد جمع بين الحزن والفخر بما قدمه والدهم للفن السوداني.
كان المسجد يغص بالحضور من مختلف الأجيال، وجوه مألوفة في عالم الفن والثقافة والإعلام، من بينهم المخرج المعروف شكر الله خلف الله، والموسيقار كمال يوسف، والبروفيسور الفاتح حسين، والموسيقار شافعي شيخ إدريس، إضافة إلى عدد من الكتاب والشعراء والإعلاميين.
شهادات مؤثرة
الفنان كمال ترباس، رغم ظروفه الصحية، كان من أوائل الحاضرين، وقال بصوت مثقل بالحزن: “رحم الله الأستاذ، رجل قامة ومدرسة قائمة بذاتها، فقده بالنسبة لنا لن يتكرر. نعزي أبناءه وأسرته، ونعزي الموسيقيين جميعًا”.
الشاعر التجاني حاج موسى أضاف: “نعزي أنفسنا ولا نقول إلا ما يرضي الله… محمد الأمين فقد جلل، هو أحد العباقرة، ولا نقول إلا ما يرضي الله. وهذه مناسبة أقول فيها شكرا شمال الوادي”.
أما الموسيقار سعد الدين الطيب، رفيق درب الإبداع الطويل، فقال: “علاقتي مع الأستاذ لم تكن علاقة فنية فقط، أنا أعتبر أن أسرته أسرتي، تربيت في بيته، وزوجته سعاد أختي الكبرى. احتضنوني في بيتهم، وأنا مدين لهم، فقد درست الجامعة من بيت محمد الأمين”.
ومن جيل الشباب، عبّر الفنان محمد حسن عن حزنه قائلاً: “بقلوب حزينة نودع فنانًا كبيرًا ومدرسة مميزة في تاريخ السودان الفني… فنان مثل محمد الأمين لا يموت، بل ترك بصمة خالدة في ذاكرة الأمة”.
لمسة إنسانية عابرة للحدود
اللافت أن العزاء لم يقتصر على السودانيين، فقد حضرت سيدة مصرية من أسوان، وقالت بتأثر: “محمد الأمين فنانى المفضل، وأنا أحبه جدًا وأحفظ كل أغنياته، رغم أني لم أزر السودان من قبل، لكني أحب الفنانين السودانيين جدًا”.
إرث خالد
على مدار ساعات العزاء، تبادل الحاضرون ذكرياتهم مع أعمال الراحل، مشيدين بدوره في تحديث الأغنية السودانية وإدخال قوالب موسيقية جديدة، والتزامه برسائل وطنية وإنسانية شكلت وجدان الشعب. ورغم الرحيل، بقي صوته وألحانه حاضرين في الذاكرة، شاهدين على مسيرة فنان آمن أن الفن رسالة، وأداه بكل صدق حتى اللحظة الأخيرة.