حسن محمد علي.. يكتب.. نجاة أحمد إبراهيم .. أيقونة التفاني في زمن الحرب – التايمز نيوز
رأي

حسن محمد علي.. يكتب.. نجاة أحمد إبراهيم .. أيقونة التفاني في زمن الحرب

تُظهِر المحكات الوطنية في حياة الشعوب معادن نساء وليس الرجال فقط، أظهرن صلابة وقوة لمقابلة الظروف والمِحن، ومن بين نساء عملن بصمت، وصبر وجلد تطل من ولاية القضارف الاستاذة نجاة احمد ابراهيم وزيرة المالية التي ظلت طوال فترة الحرب وقبلها تتمتع بسمت نادر، وأداء متفرد في خدمة مواطنيها وإنسان الولاية والبلاد، وتندغم لسنوات في مهامها بلا كلل أو ملل، ملقية بكل رغباتها وتواصلها الاجتماعي في سبيل تلبية أصحاب الحاجات في الخدمة العامة التي منحتها كل وقتها وجهدها

ولم نتعود ممن أرتادوا هذا الموقع الرفيع الا الصلف والغرور، وبالتأكيد رتل التجاوز والمخالفات، الا ان نجاة ظلت تقدم تجربة نزيهة ومتفردة في التعامل مع المنصب العام، والمال العام، وظلت تتعامل بسلوك واحد.. لم يتغير بتغير الشخوص من حولها، ولا الولاة من بين من ذهبوا ومضوا، ان العمل المالي دقيق، والخطأ فيه كبير، والرغبة في خلطه بالخاص أكبر، الا ان وزيرة مالية القضارف، ظلت تتعامل بحذر مع عهدتها في المالية، بل وكل من عمل معها كانت وصيتها اخضاع كل عملية لحُكم الاجراءات، والاحتكام للقنوات المحاسبية، وان أخطا الفرد ممن يعملون معها الان فان المنهج سليم، واللوم عليه، فهي تقدم مثالا وقدوة لقاعدتها

ان فترة الحرب اللعينة التي شهدتها بلادنا، كانت المحك الأساسي لكي نعرف من هي نجاة احمد ابراهيم، هذه الفترة التي تطايرت فيها أفئدة الناس وعوت فيها قلوبهم، لكن ظلت الاستاذة نجاة صامدة صابرة، لم تجزع ولم تفزع، بل قابلت واجبها بكل تفانِ .. حيث أحتهدت لتسخير كافة إمكانيات الولاية لطارئ الحرب، وملفاتها المتفجرة من نزوح وانقطاع لامداد الصحة من المركز، وقلة التحويلات المالية لعمل دولاب الدولة، والصرف علي الصحة والامن، كأولويتين ظلتا المحور الاساسي لعمل الوزارة، والموجه الاهم لتخفيف حدة آثار الحرب المدمرة التي شهدتها بلادنا وما تزال

إن الادارة ومسك مقود العمل القيادي الحكومي في ولاية مثل القضارف ظلت تتحمل العبء الاكبر من تأثيرات الحرب بعد ولايتي الخرطوم والجزيرة يُعد من الأمور الصعبة والشاقة، لكن الوزيرة نجاة لم تتهيب تلك المسؤولية، بل تصدت لها بكل جسارة، ولما أقتربت المهددات لولاية القضارف من قبل المتمردين، جزع البعض حتي ممن يعملون معها في الوزارة، لكنها تمسكت بخدمة مواطنيها، والنازحين ممن وصلوا الولاية طلبا للملجأ والامن، حيث أنخرطت في أكبر عملية لتعظيم الايرادات والصرف علي العمل الامني والعسكري والصحي، فنتج عن ذلك توسع كبير في ايرادات الولاية، وبالتالي حققت كفاية معقولة في تحقيق الصحة شهدت بموجبه المؤسسات الصحية استقرارا نادرا في زمن كادت فيه ان تنهار مؤسسات الدولة

ان نجاة يكفيها بقائها وثباتها علي هذا الدوام المرهق الطويل، وإستقبال الأطياف المختلفة من المكونات السياسية والاجتماعية، والتعامل بمهنية وحرفية مع الاجهزة والمؤسسات الحكومية، وبزها بما تحتاجه من الخزينة العامة، فنتج عن ذلك دولاب عمل مستقر، وتناسق فريد بين مؤسسات الدولة لم يشهد توتر ولا خلافات، وخدمة مدنية بكفاية ولو بالحد الأدني من مستحقات العاملين، وان كانت نجاة قد أجزلت العطاء في مستحقات العاملين، ودعم أوضاعهم بالمبادرة تلو الأخري، ان مدينة القضارف تفخر بأمثال نجاة ابراهيم، وبهذا القدر الكبير من العطاء ان تكون أحد بنات الولاية اللائي قدمن للولاية وما استبقين شيئا، لها التحيات الكبيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى