حسن محمد علي.. يكتب.. هل أضحي البرهان “طائر الشؤم” كما في روايات السودانيين..؟

تطارد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان موجة سخط من مواطنيه، لكن هذه المرة ليس بأسباب إنقلابه علي حكومة ثورة ديسمبر، او بعد إشعاله مع الاسلاميين لحرب الخامس عشر من أبريل، إنما بسبب تجسيده لحالة “طائر الشؤم”، تلك الأيقونة المحكية لدي السودانيين في رواياتهم الواقعية .. وفي تعبيرهم عن الحال السياسي لبلادهم، ويلاحق السودانيين “البرهان” بالتعبيرات والتعاويذ .. ففي ظنهم إنه يجلب النحس .. وباتوا يحتفظون له بالكثير من مواقف .. تأكدت فيها تطيراتهم منه
وبينما يسعي البرهان – كثير التنقل- لعكس صورة القائد الملهم، والبسيط بين شعبه، ومحاولة ترك إنطباع بالحركات الدرامية او الخطاب الشعبوي .. ترتد إليه الحالة لخسائر فادحة .. إذ دائما ما ما يكذب الواقع خطاباته، ويفضح وعوده .. خاصة في الميدان، او تلك المتعلقة بتوفير الأمن للمواطنين كمسؤولية حتمية وواجبة عليه، وفوق حالة “تطيٌر” تلاحق البرهان من قبل السودانيين، فإنه سئ الحظ في إختياراته السياسية، ومواقفه من الوضع العام في بلاده، بل إنه بات الرئيس السوداني الوحيد لو صحت التسمية واللقب ممن واجه حالة من العزلة .. وإنعدام الاصدقاء والمؤيدين، إن البرهان أضحي فعلا طائر شؤم يتعقبه السودانيين بالأدلة والبراهين .. خاصة في تسببه بإحتراق بلاده وجعلها قطعة من جحيم
وعلي رأس شواهد يستدل بها السودانيين علي “شؤم” البرهان .. ما ظل يردده السودانيين بأنه ما من مدينة حط فيها رحاله، او زارها .. الا ودكتها قوات الدعم السريع، حيث بدأ مقت السودانيين مع البرهان من مدينة ود مدني وسط السودان، التي زارها وبعد يوم واحد او يومين أجتاحتها قوات الدعم السريع، وتمددت بعدها في معظم ولاية الجزيرة وقراها، فيما لدي السودانيين مخاوف حتي من تناول الأكل والمشروبات مع البرهان وجنوده، فهي بالنسبة لهم أيضا دلالة غير سعيدة بكارثة ستحل بالمكان، ولم تفلح “شوفونية” البرهان من صنع أسطورة حول الرجل، او تصبغ عليه بأي هالة من الاحترام والتقدير، بل كانت مكشوفة ومفضوحة لذات الاستبداد التي تسيطر عليه وان أدعي غيرها
وأنجز السودانيين ثورتهم في ديسمبر بسلاح التفاؤل، حيث تتصدر شعارات الثوار علي الدوام جمل وتعابير من “قدامنا الصباح”، و”حنبنيهو” .. وكذلك الخطابات المتزنة التي عرف بها رئيس حكومة الثورة الدكتور عبد الله حمدوك المنطلقة من جذور التفاؤل والمعنونة بالعبارة الشهيرة “سنعبر وسننتصر”، وهي شعارات تعكس الايمان القاطع لدي السودانيين بأن ثمة مستقبل أمامهم، بخلاف خطابات البرهان المتماهية مع نوايا وخطط حلفائه “الاسلاميين” والتي تعكس حالة من الاستبداد والطغيان .. فهو يتحدث بأنه فوق الشعب، ويضع القوات المسلحة فوق الدستور، وفوق رغبة السودانيين في الحرية، ومع ذلك فأنه لم يستطيع تقديم أي نصر لقواته، او قرار بالعدول عن حالة الحرب التي امتدت لمعظم مناطق البلاد، ان التشاؤم من البرهان ممتد .. ومتصل، ففي أخر زيارة له خلال الشهر الجاري لمدينة سنار حيث تحاصر قوات الدعم السريع الولاية، شهدت سقوط مدينة “سنجة” حاضرة الولاية، ومدن أخري، وللمصادفة فأنها سقطت بينما كانت طائرة البرهان تحلق فوق المدينة نحو ملجئه في مدينة بورتسودان