جزيرة توتي تحت الحصار.. مخاطر الحرب تتمدد ونفاد ميزانية ” التكية” يهدد السكان بالجوع

تقرير- سعدية حسن الياس
يعيش سكان جزيرة توتي أوضاعا كارثية جراء الحرب، فمنذ أن تم حصار الجزيرة وإغلاق الكوبري من قبل مليشيا الدعم السريع أصبحت معزولة تماما عن بقية أجزاء العاصمة الخرطوم، تقع جزيرة توتي في قلب العاصمة السودانية عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض وتحيطها المياه من كل جانب، وتبلغ مساحتها 990 كلم، ويسكنها حوالي 20 ألف نسمة، ونتيجة الحرب نزح معظم مواطنيها، لكن ما يزال الكثيرين عالقين بالجزيرة، وتحيط المعارك العسكرية بجزيرة توتي من كل الاتجاهات، فالقصر الرئاسي وقيادة الجيش في الخرطوم بالقرب منها ، ويفصلها نهر النيل الأبيض عن مقر الإذاعة السودانية بمدينة أمدرمان، كما تجاورها قاعدة عسكرية لقوات الدعم السريع في الجزء الشمالي الشرقي بمنطقة حلة حمد بحري، ولأكثر من عام يعاني مواطني توتي من تبعات الحرب وانعدام الخدمات والغذاء والدواء، كثيرون ينتابهم الحزن والقلق على تلك الجزيرة الخضراء التي بات سكانها يعيشون في ظل صراع كانوا يجهلون حدوثه،وبسبب موقعها الجغرافي القريب من وسط الخرطوم ومنطقة القيادة العامة للجيش ومسرح المعارك كانت تقبع في حصار طبيعي منذ أول أيام المعارك في الخامس عشر من أبريل، قبل أن تجتاحها مليشيا الدعم السريع وتحكم حصارها المفروض والذي لم يخطر على بال أحد أنها سوف تقع فريسة سهله في أيدي الدعم السريع، وأصبحت مخبأ غير سري وسدة حكم يمارس عليها الدعم السريع كل أساليب القهر من سرقة ، نهب واغتصاب؛ حتي ائمة المساجد يخطبون بإمرتهم ولا يستطيعون رفض طلبهم ،يجندون الصغار ويقهرون الكبار …
نقص الخدمات
في بداية الأمر كان أهل توتي يعيشون حياة طبيعة رغم انقطاع المياة والكهرباء وكان أبناء المنطقة يبذلون مجهودا جباراً في تلبية إحتياجات السكان من مياة على وجه الخصوص حيث كانوا يقومون بتوزيعها عن طريق براميل كبيرة يحملونها على عربة( دفار) وكان السكان بفضل اؤلئك الشباب لا يعانون من نقص المياة بحكم قرب النيل، الكل كان قلقا من أصوات الرصاصات والدانات التي تقع احيانا على بعض البيوت خاصة وان عددا من النساء والرجال أصيبوا، منهم من مات وبينما لا يزال آخرين في حالة خطرة، ومع مرور كل يوم من أيام الحرب يزداد الأمر سوءا بجزيرة توتي، فقد إنقطعت المؤن الغذائية والأدوية المنفذة للحياة و رحل أكثر من “20” شخص بسبب الأمراض المزمنة ولا زال البعض الآخر يقاوم.
تصاريح الذهاب والعودة
لم يتخيل أحد من سكان توتي أنه قد يحتاج يوما إذن للخروج من موطنه ومن دياره وبمبلغ مالي ،الكل كان يبكي حرقة من الأوضاع التي يعيشونها ولم يتوقف الأمر فقط عند إذن الخروج حيث يتعرض المواطنيين لاعتداءات مستمرة من سرقة ونهب واغتصاب ويؤكد شهود عيان وقوع حادثة اغتصاب شقيقتين، بعد أن خرج رب الأسرة الى خارج المنزل، وهم يعلمون بفضل وشاية من المتعاونيين، أن الفتاتين ليس معهم أحد غير خالتهم المقعدة، .
المتآمرون
الضرر الذي تعرض اليه سكان توتي جله من المتعاونين مع الدعم السريع فقد كان يحيطون الجناة علما بكل صغيرة وكبيرة عن المنطقة، الأمر الذي كان له أثر سالب في نفوس سكان المنطقة وبسببه تمت السوقات وكسر المنازل واذلال وارهاب المثيرين بحجة انتمائهم للقوات المسلحة، كما تحولت المحطة الرئيسية في توتي لسوق تع ض وتباع فيه المنهوبات.
الأمل المفقود
منذ اندلاع الحرب قام أبناء توتي المغتربين بجميع أنحاء العالم بتجهيز و توفير مكان لصناعة الطعام ( تكية) والالتزام بكل تكاليف الطعام، حيث يتوافد السكان الى مسجد( الشكرتاب) في وسط المنطقة لأخذ نصيبهم من الطعام هذا الأمر أنقذ عدد من الأسر التي لا تقوى على النزوح واختارت البقاء في منازلها تحت وطأة الحرب ..
التكية تلفظ أنفاسها الأخيرة
قبل كتابة التقرير بيوم واحد ارسل المشرفين على التكية رسالة استنجاد خاصة وإن ميزانيتها قد نفدت وحرصا على استمراريتها سننشرها كماهي حتي يكون هذا التقرير وسيلة لايصاله لبقية العالم لأجل المساعدة
الاهل الكرام .. السلام عليكم
نتوجه إليكم اليوم ونطلب منكم مد يد العون حتى تتمكن تكية مسجد الشكرتاب من الاستمرار في تقديم خدماتها للأهل الذين لا زالو متواجدين بتوتي.
نعلم جيدا الظروف التي يمر بها الجميع وكثرة الالتزامات لكننا بعون الله وبفضل مساهماتكم نستمر في الخدمة.
نحيطكم علما بأننا نواجه وضع مالي صعب للغاية، فاليوم بحمد لله استطعنا اخراج (وجبة اليوم) لكن، ليس لدينا ميزانية تكفي لتجهيز وجبه الغد، وقد بلغ ديننا عند صاحب الدكان (جزاه الله خيرا) مبلغا كبيرا وحتى اليوم لم نتمكن من سداده.
نتوجه إليكم اليوم (الموجودين في الخارج وفي الداخل) لتقديم ما باستطاعتكم حتى نستطيع الاستمرار وجزاكم الله خيرا.