“الصندوق الأبيض” نادية عثمان تكتب.. سرطان الثدي والتوعية مسؤولية الجميع – التايمز نيوز
رأي

“الصندوق الأبيض” نادية عثمان تكتب.. سرطان الثدي والتوعية مسؤولية الجميع

مع تغير إيقاع الحياة والذي أصبح سريعا والضغوط المعيشية والحياة الضنكة التي يعيشها أغلب الناس، الكثير منا لا ينتبه لحالته الصحية والجسدية، بل يفضل من دون تفكير أن يكرس كل جهده خدمة للآخرين، خاصة أفراد أسرته والمحيطين به من الأحباب والأصدقاء وينسى نفسه تماما.
رغم مشغولياتنا الكثيرة ومسؤولياتنا تجاه أنفسنا وأسرنا والآخرين من الضروري أن نراعي لصحتنا تمام الرعاية حفاظا على أنفسنا من أمراض العصر التي أصبحت تأتي مباغتة دون أن يشعر بأعراضها الإنسان حتى في مراحلها الأولى.
من الأمراض التي أصبحت أكثر انتشارا وخطرا وسط مجتمعنا السوداني الأمراض السرطانية بكل أنواعها ومن اشهرها سرطان الثدي الذي يصيب الرجال والنساء على حد سواء، إلا أنه أكثر انتشارا وشيوعا والنسبة الأعلى منه وسط النساء.
تشير بعض الإحصائيات إلى أنه ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص به على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم.
وتختلف الإصابة بسرطان الثدي من امرأة لأخرى حسب التكوين الجسماني لكل واحدة منهن وحسب مناعة الجسم، كما تختلف الإصابات بحسب حجم الورم أو الكتلة المكونة، وبذلك تختلف طريقة العلاج والوصول للشفاء التام والمعافاة منه.
على المرأة لكي لا تصبح عرضة للإصابة بهذا المرض لابد أن تخضع للكشف الذاتي المبكر للثديين بشكل منتظم من تلقاء نفسها وهو كشف يتم إجراؤه بطريقة بسيطة تقوم به في المنزل كل فترة حتى تطمئن على نفسها من الإصابة وإذا اكتشفت أي تغير في ثدييها لابد من التوجه فورا للطبيب المختص حتى تبدأ في العلاج، كلما يكتشف المرض مبكراً كلما كان العلاج أسهل وأخف وأسرع، وهي من الأمراض التي أصبح تشخيصها وعلاجها سهلاً إذا اكتشف المرض في مراحله الاولي.
يقع العبء الأكبر في التوعية بمرض سرطان الثدي على الإعلام والأطباء والمختصين في هذا المجال الصحي بتقديم التوعية بأبسط الوسائل والمعينات التي تساعد على ذلك. كما على الدولة طوال العام تخصيص ميزانية للتوعية بكل الأمراض خاصة السرطانات بكل أنواعها والتي انتشرت في السنوات الأخيرة بصورة مخيفة ولم تعرف الأسباب الحقيقية والمؤثرة في الإصابة بها.
يساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه، كما تزداد معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي ويقل عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض، ويرجع ذلكَ بشكل كبيرِ إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واستخدام طرق علاج جديدة تراعي الحالة الفردية، والفهم الأفضل لطبيعة المرض.
ولقد حدد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية والبيئية عند بعض السيدات التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما لا تصاب أخريات يكن مُعرضات لعوامل الخطر. ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها النساء.
مريضات سرطان الثدي في الفترة الأولى ينتابهن كثير من الخوف والتوجس من هذا المرض، لذلك من الأشياء الضرورية التي في حاجة لها الدعم النفسي والمعنوي من المحيطين بهن من الأسرة والمجتمع كافة، ورسالة لكل الأسر التي توجد بها مريضات سرطان الثدي أن تتم رعايتهن الرعاية الكاملة حتى يجدن الدعم النفسي الذي يساعدهن على العلاج والشفاء والتعافي التام، كما على المريضات أن يكن قويات وصابرات ومواجهة المرض بكل شجاعة وإتباع ارشادات الطبيب في مراحل العلاج المختلفة وتطبيقها بكل دقة للوصول للشفاء والتعافي الكامل.
رسالة لكل المسؤولين في الدولة والمختصين في المجال الصحي ايلاء مرضى السرطانات المختلفة التي انتشرت بصورة مخيفة مهددة لصحة الإنسان، ايلاءهم العناية الكاملة بتوفير المراكز الصحية والعلاجية التي تقوم بالرعاية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية المساعدة، وللحد من انتشاره لابد من تخصيص أيام علاجية والتوعية الشاملة بهذا المرض بكل ولايات السودان المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى