كمال حامد يكتب.. “نادي القرن”

** الحمد لله ان جعل ختام زيارتي لمصر مسكا، و تحلية بوجبة دسمة ظللت اتناولها لسبعة و عشرين يوما، و هل في مصر او العالم العربي احلى من النادي الاهلي العريق الحصين نادي القرن،
** ظللت في زيارات و جلسات مع اصدقائي المصريين و اهلي السودانيين المقيمين بكثرة هذه الايام بمصر، و لكني اقتقدت مجموعة ممن تزاملنا في الاعلام الرياضي بالسعودية و سائر الخليج، و قبل ايام عثرت على رقم احدهم و هو الزميل الكبير المعلق الرياضي الناجح الاستاذ اشرف محمود، و عبره حصلت على ارقام الزملاء الاساتذة ايمن بحرة و حسام فرحات و عبد الفتاح حسن مديري قناة النيل للرياضة السابقين و ايمن ابوعابد، و كان معظمهم في مهمة. رياضية ببورسعيد ،اصروا لاحضر اليهم هناك او اؤجل سفري، و توصلنا لحل وسط ان نلتقي صباح و نهار امس الجمعة لان سفري للخرطوم ليلا.
** الاجمل تحديد الزمان و المكان، صباحا بدار النادي الاهلي بالجزيرة، يا للعظمة و مسك الختام و التحلية الحلوة، اودع مصر من القلعة الحمراء عند سفح برج اىقاهرة.
*حضرت في الموعد المحدد، عند البوابة الرئيسة المطلة على النيل، و لعلمي باجراءات الدخول للمواقع المهمة فقد قدمت جواز السفر للتاكد من الاسم و كانت الابتسامة و العبارة الخالدة (نورت مصر) و تفضل يا باشا الدكتور سعد بيك في انتظارك، و قبيل ختام الزيارة عرفت الدكتور سعد بيك، و كان الاستاذ الجامعي الشهير في اقتصاديات الرياضة الذي اختطفته يد العملاق الكبير رئيس الأهلي الكابتن محمود الخطيب ليتولى مسؤولية المدير التنفيذي للنادي،
** باستخدام اجهزة التوكي ووكي كانت الاشارات من مرافقي من البوابة الخارجية الاستاذ عادل الى اخرين، ا(لاستاذ وصل) ، و من شخص لاخر و انا (مطير عيوني) من زحمة المكان و مئات لا بل قل الاف الاسر التي تملا المكان حتى وجدت الزملاء اشرف و ايمن بدرة و ايمن ابوعابد في انتظاري على واحدة من عشرات موائد الافطار الشهي.
**تجدونني حريصا جدا على كنابة التفاصيل غير المملة لانني اهدف لشرح الصورة الحقيقية للنادي، اي نادي، فما النادي سوى دار لجمع القلوب تنادي، و المقارنة بحال انديتنا و التي لو كان اطلاق اسم النادي عليها لما استحقت.
** لكنها انديتنا و عاجبانا كما (لالوبنا و لا عنب الجيران) و لكن نقصد ان نعمل لتكون انديتنا كما غيرها و ليس ذلك على الله و ذوي الهمة ببعيد،
** جئت للنادي الاهلي و غيره عشرات المرات منذ الستينات، ولكني في كل رحلة اري الجديد فقد تشرفت بزيارة المجمع الاعلامي و الصالات التي تحمل اسماء المؤسسين من الباشوات و الوطنيبن، و التمثال الشاهق لباعث نهضة الاهلي الحديثة الكابتن العملاق صالح سليم،
** لاحظت في الاهلي عشرات السيارات الكهربائية التى وفرها رئيس النادي الخطيب لتسهل حركة كبار السن من اعضاء النادي و ما اكثرهم،
** لاحظت الجميع يهرول فور سماع الاذان الاول للجمعة الى المسجد و معظم المساحات حوله و قد اعدت لخطبتي الجمعة و الصلاة، و الامام و هو يذكرنا بالتوبة و الحديث الشريف (نادم من مضي يومه ناقصا من اجله يوما و لم يتب او تحدثه نفسه بالتوبة) بكيت كانما اسمعه لاول مرة.
** تلقيت اتصالا من الكابتن الكبير عبد المنعم شطة يسالي فين انت الان و فد علمت انك داخل النادي؟ سالته كيف علمت؟ اجابني بسؤال (انت فاكر نفسك فين؟ انت في نادي القرن، كل حاجة معلومة و مبثوثة. عاوز ااخدك معاي الزقازيق لاني رايح افتتح واحدة من اكاديميات النادي الاهلي) قصدت بهذه المعلومة شيئا في نفس الاندية السودانية.
** خمس ساعات قضيتها في نادي القرن في مقره التاريخي بالجزيرة جوار اتخاد الكرة المصري بالجبلاية، لانني اقصد ان في مصر اكثر من مقر للنادي الاهلي و كذلك للزمالك لان عضويتهما التي تزيد عن المليون تحتاج لاكثر من مقر في معظم مناطق محافظتي القاهرة و الجيزة. غيرهما،لاستيعابها، اقصد ايضا اياكي اعني فاسمعي يا جارة، بل اقصد من صدعنا بما يسمى الرد كاسل و الجوهرة الزرقاء.
** شكرا للاخوة الزملاء بمصر خاصة الزملاء الذبن التقيتهم الاساتذة عاطف عليوة و عزالدين الكلاوي و علي السيسي وثلاثتهم ممن اسسوا معنا صحيفة الرياضية السعودية مع اخرين منهم انور عبد اللطيف و محمد الحداد و احمد عبد المهيمن و الراحلين سلامة مجاهد و محمود جالكردوسي،
** و اي سوداني لمصر لا يمكن ان بتجاوز اىصحفية الكبيرة مديرة تحرير الاهرام الاستاذة اسماء الحسيني،
** لم اودع صديق العمر رئيس الاذاعة المصرية الاستاذ عبد الرحمن رشاد الذي شرفني في زيارتي السابقة باستضافة بالقلعة البيضاء نادي الزمالك الكبير و الجلوس لساعات مع الريس اىميير للجدل المستشار مرتضى منصور، و لكن هذه المرة سبق الاصدقاء الاهلاوية و حولوا وجهتي لنادي القرن، وصار في جوفي قلبين ابيض و احمر.
**بعادك طال**
** ايام و اسابيع و لكنها كالسنين التي غادرنا فيها الاستاد المبدع الاديب الفنان عبد الكريم الكابلي.
** فقدنا في السنوات الماضية العديد من المعارف و المشاهير و لكن فقدنا لكابلي اكبر،
** فان فقدنا في كابلي فقد شاعر سوداني اصيل كتب القومة ليك ياوطني،
** فقدنا كابلي الباحث الذي علمنا تراثنا. و نشر ذلك في العالم باللغة التي يعرفها
** فقدنا كابلي الملحن الذي طوع كلمات اسيا و افريقيا لتاج السر الحسن بلحن عذب عاش بيننا لاكثر من ستين عاما،
**فقدنا كابلي صديق الجميع رفيقنا في الاغتراب و علمنا ثقافة العودة للوطن و ان الغربة اقسى نضال.
** فقدنا الكابلي الي يضع احلى الالحان و يهديها للاخرين بطيبة نفس،.
** نسال الله ان يجزيه بقدر ما قدم من افضل الاعمال و اعظم العلاقات و ان يبارك في عقبه خاصة اولاده الذين نفذوا وصيته بالعودة للتراب الذي احبه و غني له و انا لله و انا اليه راجعون،