“مغرب الصحافة السودانية التقليدية”.. كتاب يرصد رحلة مهنة بين الضمير والتكنولوجيا

تدشين كتاب “مغرب الصحافة السودانية التقليدية” لعبدالله رزق بالقاهرة
التايمز نيوز – سعدية إلياس
في أجواء دافئة غمرها الحنين والوفاء للمهنة، شهد مركز التسامح الثقافي بالدقي في القاهرة تدشين كتاب “مغرب الصحافة السودانية التقليدية” للكاتب والصحفي عبدالله رزق أبوسيمازة، بحضور نخبة من الكتّاب والصحفيين والمهتمين بالشأن العام.
التدشين الذي أدارته الإعلاميتان إيمان خير السيد وشوق عبدالعزيز، تحوّل إلى جلسة حوارية ثرية عن الصحافة وتحولاتها بين الورقي والرقمي.
استُهل البرنامج بكلمة الأستاذ والمحلل السياسي شوقي عبدالعزيز الذي وصف الكتاب بأنه مرجع أساسي لكل الصحفيين والباحثين في تاريخ الصحافة السودانية، مشيرًا إلى أنه يوثّق بعمق مرحلة الانتقال من الصحافة الورقية إلى الرقمية بلغة ناقدة ومسؤولة.
وعقبه في الحديث نادر السماني، الأمين العام لاتحاد الكتّاب السودانيين، الذي أكد أن الكتاب يقدّم رؤية فكرية وأخلاقية لمستقبل المهنة، ويستعيد قيم الصحافة المسؤولة التي شكلت وجدان أجيال من الصحفيين السودانيين.
وعندما جاء دور المؤلف للحديث، لم يتمكن عبدالله رزق من إلقاء كلمته بطلاقة كما عهده الجميع، إذ غلبته الدموع والعَبرة وهو يتحدث عن الحرب ومعاناة النزوح، مترحمًا على الشهداء وداعيًا بالشفاء للجرحى، وموجهًا الشكر والعرفان لمصر حكومةً وشعبًا على مواقفها النبيلة تجاه السودانيين، مرددًا عبارته المؤثرة: “لا للحرب… نعم للسلام”.
وشهد التدشين مداخلات نوعية عبر تطبيق زووم لعدد من الصحفيين من داخل السودان وخارجه، من بينهم الأستاذ محمد ضياء الذي بعث برسالة مؤثرة قرأتها الإعلامية إيمان فضل السيد، عبّر فيها عن تقديره للمؤلف وجهوده في ترسيخ القيم المهنية، ووصفه بأنه صوت ظل وفيًا للصدق والمبدأ في زمن المتغيرات الصعبة.
كما تحدث الكاتب عبدالله العمدة عثمان أحمد مستعيدًا بدايات رزق في الصحافة، واصفًا إياه بأنه من الجيل الذي كتب بالموقف لا بالمصلحة، وجعل من الكلمة ضميرًا لا مهنة.
وفي ختام الأمسية، جاءت الكلمة الأخيرة لسيمازة عبدالله رزق، التي بادلت والدها الفخر والحب، وقالت بصوتٍ عالٍ وسط تصفيق الحضور:
> “كم أنا فخورة بك يا والدي، وكم أنا سعيدة بأنني أملك إخوة كثيرين من تلاميذك الذين أحبوا الحرف كما أحببته أنت.”
تلك اللحظة اختزلت معنى الأمسية كلها — تقدير لجيلٍ حمل الكلمة رسالةً ومسؤولية، واعتراف بجميل الأب الذي كتب بصدقٍ فأنجب أجيالاً من الحبر والوفاء