أطفال اليوم… صُنّاع الغد”: تنمية قدرات الأطفال مفتاح مستقبل أفضل للسودان ..بقلم د.”مالك يوسف مالك بخيت” – التايمز نيوز
رأي

أطفال اليوم… صُنّاع الغد”: تنمية قدرات الأطفال مفتاح مستقبل أفضل للسودان ..بقلم د.”مالك يوسف مالك بخيت”

في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يمر بها السودان، يبرز سؤال محوري: كيف يمكن بناء مستقبل أفضل لهذا الوطن؟ الجواب، كما يتفق الخبراء، يبدأ من الطفل؛ فالاستثمار في تنمية قدراته هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل البلاد.

التعليم حجر الأساس

التعليم هو الركيزة الأولى لبناء أجيال واعية وقادرة على الإبداع. تحسين المناهج الدراسية، وتبني طرق تدريس حديثة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، كلها خطوات تجعل من المدرسة مكانًا لصناعة العقول، وليس مجرد تلقين المعلومات. كما أن دعم التعليم المبكر، مثل رياض الأطفال، يضمن نموًا معرفيًا واجتماعيًا أفضل في السنوات اللاحقة.

الصحة والتغذية… أطفال أصحاء لمجتمع قوي

لا يمكن الحديث عن تنمية القدرات دون الاهتمام بالصحة. فالتغذية السليمة والرعاية الصحية الدورية تحمي الأطفال من الأمراض وتمنحهم فرصًا أكبر للتعلم والابتكار. برامج التوعية الصحية للأسر، خاصة في المناطق الريفية، تسهم في الحد من سوء التغذية والأمراض المزمنة بين الأطفال.

مهارات المستقبل والابتكار

العالم اليوم يسير بخطى سريعة نحو التكنولوجيا والابتكار، والسودان ليس استثناءً. لذلك فإن إدخال برامج تعليمية تعزز التفكير النقدي، المهارات الرقمية، والأنشطة اللاصفية مثل العلوم والرياضة والفنون، أمر ضروري لإعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا.

حماية الطفل ودعمه نفسيًا

أطفال بلا حماية هم مستقبل بلا أمان. توفير بيئة خالية من العنف المدرسي والأسري، ودعم الصحة النفسية للأطفال، خطوات حيوية لمنحهم الثقة بالنفس والشعور بالانتماء.

الشراكة بين الدولة والمجتمع

لن تنجح أي خطة بدون مشاركة مجتمعية. الأسرة والمدرسة والحكومة والمنظمات المدنية جميعها شركاء في صناعة مستقبل الأطفال. زيادة الميزانية المخصصة للتعليم والصحة، وسن قوانين لحماية الطفل، أمور أساسية لضمان نجاح هذه الجهود.

نحو رؤية وطنية متكاملة

إن تنمية قدرات الأطفال في السودان ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية عاجلة. فالأطفال اليوم هم صناع القرار والابتكار غدًا. بوعي الأسرة، وجهود الدولة، وتعاون المجتمع المدني، يمكن للسودان أن يبني جيلًا قادرًا على حمل راية التنمية والسلام والازدهار.

…….
استشاري علم النفس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى