قراءات في دفتر الحرب ( انسان الخرطوم )..”من حين لآخر”..بقلم ” شادية سيداحمد”.. – التايمز نيوز
رأي

قراءات في دفتر الحرب ( انسان الخرطوم )..”من حين لآخر”..بقلم ” شادية سيداحمد”..

انسان الخرطوم وتداعيات الحرب
حرب السودان تضرر منها كافة السودانيين ولكن هناك ضرر كبير وقع علي انسان الخرطوم الذي (شرد) (بضم الشين) قسرا ومجبرا تاركا وراءه كافة ما يملك من مقتنيات وان كانت بسيطة فهي في نظره ثمينة لأنها تخصه وتتصل بأشياء معنوية لاتستطيع اي جهة ان تعوضه اياها، وبداء الان في العودة الي تلك الديار ، بالطبع هذا الحديث معلوم للجميع ولكن الشاهد في الأمر الوضع الحالي في هذه العاصمة الجريحة وانسانها الذي كان قدره الارتباط الكلي بها رغم ان الاغلبية لها مسقط راس ، كثر الحديث عن أن الخرطوم غير صالحة للمعيشة وتم ذكر اسباب كثيرة فالندعها جانبا حتي نفرد لها مساحة اخري ، هناك سؤال يطرح نفسه اين يذهب انسان هذه العاصمة وماذا يفعل بعد ان هدأت الأوضاع واستتب الأمن بنسبة لا بأس بها في ظل الوضع الحالي علما بأن الوضع داخل العاصمة عبارة عن (عقد) وانفراط حبة واحدة منه تخل بالوضع بمعني ، ان الاشياء والاوضاع ترتبط ببعضها البعض ابتداء من العامل البسيط مرورا بأصحاب المتاجر وبائعي الخضر والطبيب والطالب والفني والمهندس والوزير والخفير والصحة والمعلم وربة المنزل والمطعم والبني والبناول الطوب والمدير والشرطي والحداد والجامعة والمدرسة ورياض الأطفال والبنوك وعمال النظافة والحلاق والكوافير والدلالية كل هؤلاء وغيرهم يشكلون لوحة العاصمة الخرطوم وانسانها ( كل يعمل لأجل الاخر ) ويرتبطون برباط محكم كما اسلفنا اذا انفرط هذا الرباط اختل الوضع، ما لم يعود الوضع الي طبيعته فيها لن ينعم انسانها بالعيش الكريم ، ما فائدة عودة كثير من المواطنين الي العاصمة بعد ان سكت صوت الرصاص في ظل عدم توفير فرص للعمل وطرق كسب العيش والقدرة علي مجابهة متطلبات المعيشة ، اي نعم عادوا الي منازلهم الخاوية علي عروشها وتمت حراسة الحوائط وهو ما تبقي لهم لكن السؤال الثاني الذي يطرح نفسه كيفية المعيشة في ظل عدم توفر العمل ، عطالة يعتمدون علي التكايا والمساعدات في كثير المواقع، هذا هو الحل ؟ ابدا وطبعا لا، بدلا عن هذه التكايا لابد أن يجري العمل والسعي علي قدم وساق ل( نضم ) حبات العقد مجددا حتي يستقيم الوضع والا لن تكون هناك فائدة وستولد البطالة والعطالة مشكلات لن تكون لها حلول، وكما ذكرت هذا الامر يتعلق بصورة مباشرة بإنسان الخرطوم الذي لا يمتلك مساحة للعيش والعمل سوي في الخرطوم، ماذا هو فاعل؟ عليه يجب ربط الحلقات ببعضها البعض حتي تدور عجلة الحياة كل في مجاله يقوم بدوره ، المنقوصات لا تزال كثيرة وكبيرة في العاصمة الخرطوم وهنا تنطبق مقولة انها غير صالحة للمعيشة حتي تكتمل الدائرة ، بمعني أن المشكلة لا تكمن في عودة المواطن فقط بل هي أكبر من ذلك رغم ان المواطن ضلع اساسي فيها ، فيا ريت نعي جميعنا حجم القضية ونسعي لإيجاد الحلول المطلوبة بنسب متساوية من كافة الاطراف التي تشكل لوحة الخرطوم، نتوق لعاصمة حضارية علي اسس سليمة تتجاوز كافة المظاهر السالبة التي كانت موجودة قبل الحرب.

اخيرا

معلوم ان الحرب تضررت منها ولايات ومناطق كثيرة جدا في السودان ولكن بما ان الوضع أصبح امن الي حد ما في الخرطوم لذلك أفردنا هذه الساحة لانسان الخرطوم الذي عاد ادراجه الي العاصمة ولكنه ( عاطل ) وبلا عمل يعنيه علي العيش لماذا هو عاطل ؟ سؤال كبير الاجابة عليه تتضمن جزؤ من الحلول.

اخير جدا

العقد لابد يكتمل وتكتمل الدائرة حتي تصبح الخرطوم صالحة للعيش

ايدينا للبلد
الله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى