​رحيل الزعيم ود إلياس: رحيل أمة “في حب الكيان “.. بقلم “​الشريف كروفل” – التايمز نيوز
رأي

​رحيل الزعيم ود إلياس: رحيل أمة “في حب الكيان “.. بقلم “​الشريف كروفل”

​بالأمس رحل عن دنيانا الفانية علمٌ من أعلام المريخ ، ورمزٌ من رموزه ، وهرمٌ من أهراماته ، الرئيس الأسبق لنادي المريخ والرئيس السابق لمجلس الشورى المريخي ، ابن المريخ البار محمد إلياس محجوب . ذلك الرجل الذي خدم المريخ وأهل المريخ لنصف قرن من الزمان ، دون أن يكل أو يمل ، أو يتضجر أو يتذمر من خدمة الكيان الذي أحب وعشق .
​رحل محمد إلياس محجوب بجسده ، و لكنه سيظل موجودًا بقلوب ونفوس أهل المريخ ، منحوتًا في الوجدان بالأعمال التي قدمها ، وخلدها له التاريخ . لقد خدم المريخ بفكره وبجهده وبماله ، مضحياً بوقته ووقت أسرته . مثله مثل أبناء المريخ الأقوياء الأفذاذ الذين سبقوه للدار الآخرة ، كالحاج شاخور ، وأبي العائلة ، ومهدي الفكي ، وغيرهم من الرجال الذين ستظل ذكراهم وأعمالهم باقية ما بقي الدهر . فالعظماء هم الذين يتركون بصمة واضحة في الحياة بعد رحيلهم ، وهؤلاء الرجال الأوفياء قد تركوا الكثير من البصمات في المريخ ومجتمع المريخ . والذكرى بقاء ، والبقاء خلود ، والخلود من صفات المولى عز وجل .

​إن معظم جماهير المريخ لا تعلم الدور الحقيقي لمجلس الشورى المريخي ، ويعتقدون أن الخدمة التي يقدمها المجلس هي ما يتم إعلانه في الصحف والوسائط المختلفة . لكن الحقيقة التي لا يعلمها الكثيرون ، أن ما يتم إعلانه من أعمال لمجلس الشورى يعتبر من صغائر الأمور و هامشها ، مهما عظم ذلك الذى يعلن . لأن العمل الأصيل لمجلس الشورى هو حل المشاكل التي لا يتم إعلانها في الإعلام ، وهي المشاكل التي تُحل في أضيق نطاق ولا يعرفها أقرب الأقربون . هذه المشاكل قد يشيب لها الرأس إذا أفصح هؤلاء الرموز عنها ، فليست كل المشاكل تُعرض للجماهير ، فما خفي أعظم .
​الدور الحقيقي لمجالس الشورى هو حل تلك القضايا قبل ان تظهر للجماهير والإعلام ، لأن ظهورها يؤثر تأثيرًا كبيرًا في بناء المريخ ومجتمعه . فهى اى مجالس الشورى ، تحل المشاكل التي تعجز عنها المجالس الأخرى ، وهي المرجع الحقيقي للمجالس في كل قضايا المريخ المفصلية بتاريخه . هذه القضايا يتم احتواؤها في أضيق نطاق ويتم حفظها في صدور هؤلاء الرجال الأوفياء وتدفن معهم . لذلك ، عندما يرحل أمثال “ود إلياس”، يعتبر ذلك إغلاقًا لكتاب من تاريخ المريخ بما يحمل من أسرار وخفايا .

هؤلاء الذين وهبهم المولى عز وجل الحكمة ، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا . وقد صُقلت هذه الحكمة بتجارب السنين . هذه الحكمة ضرورية جدًا لكل صاحب علم أو قوة . فالعلم والقوة إذا لم يرتبطا بالحكمة يصبحان وبالًا كبيرًا على الإنسان . هؤلاء الرجال منحهم المولى عز وجل العلم والقوة والحكمة ، فأصبحوا أسماء خالدة في حياتنا .

​البعض يعتقد أن العلم تطور و قد أصبح العالم مفتوحًا في ظل الوسائط التي و للأسف الشديد ، جعلت البعض يتطاول ويقلل من قدر الرموز . فتلك الوسائط مشكلة وعالة على المجتمعات إذا انعدم الحكماء الذين قدموا عصارة جهدهم وفكرهم لمجتمعاتهم .
نسأل الله الرحمة والمغفرة لهم جميعًا ، وأن يسكنهم فسيح الجنان ، وأن يوفق جمال الوالي ورفاقه في السير على نهج كبار ورموز المريخ ، فلا يلتفتوا للأصوات النشاز ، وكما يقولون: “اللي ما يعرفك يجهلك”. كما نذكر جماهير وإعلام المريخ بأن الزعيم في أمسّ الحاجة إلى كباره ومشايخه ، فهناك من القضايا ما لا يحلها إلا هؤلاء الكبار والرموز . نسأل الله أن يتقبل الذين رحلوا عن دنيانا قبولًا حسنًا ، وأن يمتع الذين لا يزالون على قيد الحياة بالصحة والعافية .
​وعشت يا مريخ موفور القيم
ناهض بالعزة والوحدة والفهم
والفكر السليم خفاق العلم


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى