”أخي الصفوة ، كُن مِعوَلًا لبناء المريخ وليس لهدمه”.. بقلم “الشريف كروفل”

لقد بحثتُ كثيرًا عن الأسباب التي تجعل البعض دائمًا مصدرًا للطاقة السلبية . فدائمًا ما تجد آراء مخالفة عند الحديث عن الشأن الإداري أو الفني ، أو عند مناقشة مستويات اللاعبين . ودائمًا ما تكون آراء أمثال هؤلاء لا تستند إلى مبررات منطقية و مقنعة ، وعندما تُصِرّ على أن يُقنِعك أحدهم برأيه بالمنطق ، يقول لك: “هذا رأيي الشخصي ، والأيام ستُثبِت صحة ما أقول”. وهذا طبعًا أسلوب العاجز الذي لا يملك حجة .
ونُذكّر هؤلاء بقول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “تفاءلوا بالخير تجدوه”، وكذلك قوله: “بشّروا ولا تنفّروا”. ورغم هذا النهج الواضح ، فإن البعض لا ينظر إلا للجزء الفارغ من الكوب ، وهذا لا يُبرّره إلا قول الشاعر:
“والذي نفسه بغير جمالٍ، لا يرى في الوجود شيئًا جميلًا”.
أعتقد أن من أسباب انتهاج أسلوب السباحة عكس التيار ، إيمان البعض بالنظرية الفاشلة: “خالف تُعرَف”. فالله عز وجل منح كل إنسان ملكات ، فإذا اكتشفها الإنسان وطوّرها ، فلا شك أنه سينجح في حياته؛ لأن النجاح هو أن يعرف الإنسان نفسه ، ومعرفة الإنسان لنفسه هي اكتشاف وتطوير تلك الملكات كما ذكرنا . أما الإصرار على مبدأ “خالف تُعرَف أو تذكر” ، فبالرغم من أن التجارب اليومية قد اثبتت فشل هذا النهج وعدم صحته ، إلا أنه عندما تعمى الابصار ، تعمى البصيرة ، فلا يرى هؤلاء الأشياء على حقيقتها . ولهذا تجدهم دائمًا يرددون المثل الذي يدل على الإصرار على الرأي حتى وإن كان خاطئًا فيقولون: “حتى وإن طارت غنماية”.
لا أعلم إلى متى يعتقد البعض أن النقد هو تقليل من إمكانيات اللاعبين الفنية وعدم تقدير واحترام ما تقدمه المجالس ، ولا أعلم من الذي أقنع البعض بأن النقد هو إثبات فشل الناس والحكم عليهم بالإعدام . إن النقد هو مساعدة للنجاح وليس إثباتًا للفشل ، ويجب ان لا يكون سببًا في فشل إنسان كان يمكن أن ينجح و الإصرار على إعدام المواهب ، فمن لا يريد المساهمة بالبناء عليه أن يلتزم الحياد و لا يكون مساهمًا في الهدم .
وهنا نتحدث عن ظاهرة كانت سببًا رئيسيًا في ابتعاد الكثير من أبناء المريخ الاوفياء عن حمل راية المريخ إداريًا ، وهي الإصرار على مهاجمة قيادات المريخ والتقليل من قيمة ما يقدمون . فبالأمس القريب ، تحدث أحدهم عن الالتزامات التي تركها المجلس المستقيل ، متناسيًا أنه من الطبيعي أن يترك كل مجلس التزامات بعد رحيله . وكذلك لا يوجد مجلس استلم راية القيادة دون أن يجد التزامات على النادي ، ولا يوجد مجلس لم يفقد في فترته لاعبًا مؤثرًا ، ولا يوجد مجلس لم يتم في فترته تسجيل لاعب لا أقول عنه فاشل ، ولكن الأصح أن نقول: “فشل” . لقد خسر المريخ وأهل المريخ كثيرًا بمهاجمة رؤساء النادي السابقين . فكل من يتولى الرئاسة ، و بدلًا من أن نشكره على ما قدم قليلًا كان أو كثيرًا ، فإن البعض يستمر بمهاجمته والإساءة اليه حتى بعد أن يرحل . وهذا ما جعل كل الرؤساء السابقين يبتعدوا عن دعم المريخ . فأين وعد أبوجيبين بإعادة الرباعي؟ وأين وعد حازم بدعم المريخ من غير شروط قبل تعيين مجلس التسيير؟ وأين دعم جمال الوالي الذي لم يُعوّدنا على أن يُخلِف وعده ؟
لذلك ، فمن الحكمة أن نتعامل مع قيادات المريخ بالأسلوب الذي لا يجعلنا نفقدهم كداعمين إذا ابتعدوا عن رئاسة النادي ، فأكبر كارثة أن يتسبب أشخاص لا يدفعون دولارًا واحدًا فى إبعاد من يدعمون النادي بملايين الدولارات .
أما الظاهرة التي نتمنى أن تختفي أيضا ، هى الحكم المبكر على اللاعبين والتصريح بالآراء المحبطة بعد أن أصبحت بعض الأشياء واقعًا . نعم ، قد تكون للبعض آراء سلبية ، و لكن يجب الاحتفاظ بتلك الآراء والقيام بدور الدعم والمساندة كاملًا ، حتى يكون الجمهور جزءًا من النجاح . و الطبيعي هو أن يفرح الإنسان عندما لا تصدق توقعاته السلبية ، فهذا هو الإنسان الإيجابي الواعي الفاهم . أما الذي يتمنى أن تصدق توقعاته السلبية ويحزن عندما لا تصدق ، فهو شخص يجب أن يعيد نظرته للحياة ويحاول أن يرتقي بفكره حتى تتغير بعض المفاهيم لديه ، وبالتالي يتغير سلوكه . إن الدعم والمساندة هما العاملان اللذان يساعدان حتى الذي كان غير متوقع له النجاح على أن ينجح ، ويساعدان على استمرارية الناجح . أما غياب الدعم والمساندة فيمكن أن يكون عاملًا رئيسيًا في فشل الناجح كما ذكرت .
ومن هنا يجب أن نتغير جميعًا ونبتعد عن كل السلوكيات والممارسات التي أضرت بالمريخ وأقعدته في السنوات الأخيرة ، حتى يتعافى المريخ ويعود المريخ قاهر الأفارقة والعرب بالطول والعرض ، يهز الأرض . فالمريخ الآن بحاجة إلى كل أهله ، وكل إنسان يدعم بما يملك على حسب الاستطاعة بالمال اوالفكر أوالرأي اوالجهد البدني . فقط نريد أن نذكّر: من لا يريد أن يكون مِعوَلًا لبناء المريخ ، فلا يكون مِعوَلًا لهدمه.
وعشت يا مريخ موفور القيم
ناهضًا بالعزة والوحدة والفهم والفكر السليم، خفاق العلم.