المريخ الذي نريد… “حتى يكون كما نود” بقلم: حسن زيادة

المريخ الذي نريد ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو ذاك النجم الساطع في كبد السماء، البعيد المنال، الذي كلما اقتربنا منه بدأنا من جديد، نركض خلفه بشغف لا يخبو. فلماذا الخلاف إذن؟ وإلامَ النزاع وهذه الضجة الكبرى؟ أليس الهدف واحدًا… وهو مصلحة المريخ؟
المحب لا يكره، حتى وإن قسا علينا المحبوب أحيانًا، فهو نفسه من أفرحنا في أوقات كثيرة. أنسيتم هتافاتنا؟ “بالطول وبالعرض مريخنا يهز الأرض”… و”فوق فوق مريخنا فوق”. أهازيجنا لم تعد حبيسة مدرجات الملاعب المحلية، بل وصلت إلى القارة الإفريقية، شاهدة على زعامة هذا الكيان.
لكن السعادة لا تدوم، فهي تأتي وتذهب، محمّلة بتجاذبات ومواقف، بعضها جميل وبعضها مؤلم. هكذا هي الحياة… وهكذا هو المريخ بالنسبة لنا: حياة وأكسجين نتنفسه، غذاء للروح، وماء سلسبيل يروي ظمأنا، حتى تبتل عروقنا بدماء حمراء نستمد منها قوتنا.
كيف نريده أن يكون؟
نريده متماسكًا، قويًا، ماردًا لا تهزه العواصف، مهما تكالبت عليه المصائب. نريده أن يقف شامخًا، ونحن حوله كالبنيان المرصوص، تتشابك أيدينا، وننبذ الخلافات التي تعيق مسيرته.
مع من نريده أن يكون؟
نريده كتلة متجانسة، متآلفة، متراصة مع جماهيره الوفية؛ “صفوة بلادي” الذين عُرفوا بالنقاء والطهر، صفوة في الأقوال والأفعال والعطاء.
أين نريده أن يكون؟
في مكانه الطبيعي، كالنجمة التي تزين السماء، تنير لنا الطريق وتلهمنا.
بكم نريده أن يكون؟
حب وعشق أبدي، لا يعرف موعدًا ولا نهاية، ومن الحب ما قتل، فثمنه الأرواح والمهج، رخيصة في سبيله، نهبها بكل رضا.
ولو أني حببت الخلد فردًا
لما أحببت بالمريخ انفرادًا
ولا هطلت عليَّ ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا