” أسعد الناس “. بقلم.. د. عادل عبدالرحمن علي – التايمز نيوز
رأي

” أسعد الناس “. بقلم.. د. عادل عبدالرحمن علي

كل واحد منا يسعى لان يكون سعيدا فى هذه الحياة الدنيا ويختلف مفهوم السعادة من شخص الى ٱخر باختلاف ثقافة الشخص والتقاليد و القيم التى تربى عليها والاعتقاد بوجود الله واليوم الٱخر.

اثناء تطوافى بعدد من الدول ومعرفتى بكثير من الاشخاص بمستويات مادية وثقافية متعددة ومفاهيم ومعتقدات مختلفة، اتيحت لى الفرصة فى التعرف على اشكال متعددة من حياة الناس ومعاناتهم مما جعلنى أتساءل عن معنى السعادة الحقيقى.

فالذي ألم بنا وبوطننا الحبيب من ابتلاء ومن خلال زياراتى المتعددة الى مصر موخرا جعلتنى اراجع مفهوم السعادة واقف معه وقفات وٱثرت على نفسي ان اشارككم اياها وان ألخصه فى عدة نقاط للفائدة ولمعرفة ارائكم فيها وبالطبع لا ادعى ان هذه النقاط تستوعب كل مفهوم السعادة ولا اتوقع ان يتم التوافق عليها وذلك لان السعادة قيمة نسبية و طيف متعدد من الوان الشعور وقناعات النفس.

اول هذه النقاط هو اقتباس عن ما قاله سيدنا على ابن أبى طالب عندما سئل عن التقوى فقال هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.

فاذا اسقطنا هذا المفهوم على السعادة لتغيرت نظرتنا الى الدنيا كافراد وحكومات.

فإذا تولي امرنا حكام وساسة يخافون الجليل وعملوا بالتنزيل الكريم وانزلوه على واقعنا عملا وقانونا يحاسب ويعاقب من اخطأ ويثيب ويمدح من اصاب لسعدنا فى دنيانا واخرتنا.

ثانى نقطة هى ما رايته من بساطة حياة البوابين واسرهم فى قاهرة المعز وهى ما يتعلق بالرضا بالقليل. اغلب ارباب هذه الاسر المكونة من ثلاثة الى خمسة افراد، اجدهم رغم فقرهم وبساطة حياتهم فى سعادة ما بعدها سعادة خصوصا الام والابناء رغم معاناة رب الاسرة لتوفير حياة كريمة. فلو رضينا نحن كافراد بالقليل من المتاع فى المأكل والملبس والمسكن واستعدينا ليوم الرحيل بالمواظبة على الصلوات فى وميقاتها بكامل خشوعها وإجتناب المنكرات وتذكر هادم اللذات الذى يقف على ابواب قلوبنا يوميا، لو فعلنا ذلك لسعدنا فى الدنيا والٱخرة.

أسعد الناس اكثرهم رضا بأقدار الله خيرها وشرها.

اختم بامنية ووصية وهى ليست بالمستحيلة ولكن تحتاج منا الى تجرد نفسى واجتماعى وتوكل على الواحد الرزاق، وهى تزويج الشباب والشابات من وقت مبكر دون سن العشرين، نتيجة لارتفاع معدلات العنوسة وسط البنات وقلة الشباب بسبب الحروب ولعزوف الشباب عن الزواج نتيجة لندرة الوظائف بعد التخرج من الجامعات وبالتالى ضيق ذات اليد، حتى يتسنى لهم التعفف وحفظ النفس فى زمن الفتن.

ليس ذلك فحسب فتزويج الشباب فى سن مبكرة فيه مكرمة للوالدين وفرصة لهم فى مساعدة اولادهم فى الاستقرار الاسرى من الناحية المادية والنفسية، اضف الى ذلك السعادة التى سيشعر بها والديهم لرؤية ابنائهم واحفادهم وهم يكبرون امامهم بل وقد يلحق ابنائهم بهم معينين لهم فى تحمل مسئولية انفسهم واسرتهم فيساهموا بذلك مع والديهم فى زيادة دخل الاسرة وفى الترابط الاسرى.

اسأل الله تعالى ان يحفظ البلاد والعباد وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن هو القادر على ذلك والحمدالله رب العالمين.

والله تعالى اعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى