مؤتمر الجزيرة: أين الحكومة؟ – التايمز نيوز
أخبار

مؤتمر الجزيرة: أين الحكومة؟

في ديسمبر الماضي، وبعد دخول مليشيا الدعم لولاية الجزيرة، إثر انسحاب الجيش، رفعت الحكومة يدها عن الخدمات العامة في الولاية، ففزع أهل الجزيرة في الداخل والخارج لنجدة اهليهم دون أن يطالبوا الحكومة في بورتسودان بشئ من حتى، ودون أن يتوقفوا كثيرا عند انسحاب الجيش، وترك السكان غنيمة للمليشيا التي ما تأخرت لحظة في السلب والنهب والقتل والاغتصاب والتهجير القسري وغيرها من جرائم الحرب.

ظلت المليشيا ترتكب المجزرة تلو المجزرة في حق المدنيين العزّل بالولاية، والحكومة في بورتسودان تكتفي بالفرجة، وشعب الجزيرة الصابر المحتسب، يزداد صبرا ويقينا ورجاء وأملا، ان بعد العسر يسرا وفرج قريب، وان الرشد سيعود للحكومة في يوم من الأيام لتفعل شيئا يشفي غليل الأرواح المكلومة في الجزيرة، ولكن هيهات.

الشهر الماضي، شهر اكتوبر، انشق المدعو ابوعاقلة كيكل عن المليشيا وانضم للقتال مع الجيش، واديرت العملية بشكل دفع ثمنه أهل الجزيرة في شرقها وشمالها، وأي ثمن؟ مئات القتلى، ونزوح نحو مليون شخص وتشرد، واهانات وتخوين وعنصرية، والحكومة تواصل مسلسل الفرجة دون أن تقدم شيئا للنازحين والمشردين والجوعي والمرضى، ليضيع شعب الجزيرة بين مطرقة غول المليشيا وإهمال حكومة بورتسودان.

لم نكن نريد الحديث، تقديرا لأكثر من ظرف، لكن بلغ السيل الزبى، ولن نسكت بعد الآن عن إهمال الحكومة لانسان الجزيرة، ولن نبقى”مساكين” كما يصفنا البعض وسنرفع صوت 7 مليون مواطن عاليا مطالبين الحكومة أن تتدخل بشكل عاجل وكاولوية يفرضها الواجب، لتقديم كل الدعم الذين يستحقه أهلنا النازحين، غذاء ودواء ومراكز إيواء تليق بكرامتهم وكرامة الحرائر اللائي يتفترشن الارض ويلتحفن السماء، ونحن هنا لا نتسول، بل هو حق من الحقوق الطبيعية والدستورية.

أين والي الجزيرة واعضاء حكومته الذين غابوا حينما احتاجهم الناس؟
أين مفوضة العون الإنساني من المآساة؟
أين وزارة الصحة والمرض يفتك بمئات الآلاف؟
أين وزارة النقل وأهل الجزيرة يتيهون في الفيافي بحثا عن وسيلة نقل في مناطق سيطرة الحكومة، لتقلهم إلى منطقة آمنة؟

وأين وأين وهل يستحق أولئك فرص البقاء في مناصبهم وأولهم والي الجزيرة اسما لا مهمة؟

ولنا عودة متى استمر التراخي والتجاهل

مؤتمر الجزيرة
15 نوفمبر 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى