“أمر واقع” أماني ابو فطين تكتب.. “عهد القونات و الزمان السفيه”

عندما تنعدم الإنسانية و ويفتقر الإنسان الشعور و الاحساس بأخيه الإنسان فذلك من أصعب الأوقات التى تمر على البشرية و عندما تتجرد حتى من ارق الأحاسيس التى اوجدها سبحانه و تعالى في البشر فأنت في مرتبة دون الحيوانات دونها لأنها تحس وتشعر تحمى وتذود وتستبسل في الدفاع ليس عن أبنائها فحسب بل كل القطيع الذى تنتمي اليه، اما الأنسان ذلك الكائن العجيب الظالم الجاحد الجهول الذى جكرمه الله ودافع عنه امام الملائكة (اني وجاعل وفي الأرض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون) . البقرة
منا من تبكيه اغنية أو مشهد في دراما تلفزيونية رقيق المشاعر مفرط الأحاسيس، ولكن في زمن السفاهة والتيه تخرج علينا القونة في كامل زينتها عائدة من دول الخليج (سمينة زي قطط المستشفى و أمينة تلمع من الراحة والدعة ) اللهم لا حسد لتطالب الشعب المقهور والمذلول والمكلوم و المطرود من منازلهم وقراهم بالعودة إلى بورتسودان لان السودان جميل ،كأنهم لا يعرفون ذلك ما اخرجهم الا الشديد القوي ، وبمنتهى الاستهتار و الاستهزاء بهم تطالبهم بأكل السمك وهم الذين لا يستطيعون أن يأكلوا رغيف حاف ويعتمدون على تكايا اهل الخير ، تغرق خيامهم بمياه الأمطار و يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يرجعون مشيا على الأقدام من معسكرات إثيوبيا بعد أن أعملت فيهم مليشياتها قتلا و نهبا و اختطافا، نهشت الأمراض أجسادهم النحيلة، يضرب الجوع بطونهم الخاوية، ينظرون والحسرة تطل من عيونهم إلى أطفالهم وقد انهكهم الجوع وهم لا يملكون حيلة عجزوا عن توفير لقمة تسد جوعهم، او حمايتهم بناتهم من الاغتصاب
لم يفتح الله عليها بزيارة واحد من مراكز الإيواء لتشاركهم الامهم و تصدح لهم بصوتها النشاز اغنية تخفف عنهم ما عانوه، بل سخرت من اوجاعهم واحزانهم وهى محروسة بالسلاح، آنا لنا. بالنصر و الفرج وهؤلاء بيننا ، ان مصيبتنا كبيرة ولا يلوح في الأفق اي حل قريبا ما لم نستدرك الأمر ونعمل على إصلاحه وهذا يتطلب وقتا ليس متاح للسودانيين المشردين والنازحين والجوعى .
الزمان ليس بسفيه بل بعضنا سفهاء أفسدوا حياتنا و زماننا لأن هناك من يطبل لهم يرفع منهم ويعلي من شأنهم حتى ظنوا انهم ملوك عصرهم ، وهم التفاهة تمشي على الأرض.
امر اخير
يلا نازحات في معسكرات النازحين و دور الإيواء، لاجئات في دول الجوار
،مقتولات بالرصاص و الدانات، أو مفقودات في الصحارى أو مبيوعات كرقيق، مغتصبات، ،مسروقات، مهانات و مذلولات،
تعالن إلى بورسودان اتفسحنا واتمخترن البسن الحرير و الاكسسوار، اركبن اللنشات و المراكب السياحية لعرض البحر الأحمر نزهة وشم هواء البحر وتغيير جو من الملل والسأم، ثم اختمن الجولة بأكلة سمك أو سلات ثم صورة سلفي .
اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم ارفع سخطك ومقتك عنا.
اللهم أجرنا في مصيبتنا. وحسبي الله ونعم الوكيل.