“أمر واقع” إشراقات رغم أنف الحرب “اماني ابو فطين”

لا شك أن أكثر القطاعات تضررا في هذه الحرب هو القطاع الصحي بلا منازع خاصة في المناطق التى دارت فيها رحى الحرب ، يكاد ان يكون أكثر من 90% من البنى التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية قد دمرت حيث تم استهداف العديد من المستشفيات بالدانات التى أثرت في مباني خاصة ولاية الخرطوم و جنوب وغرب وشمال دارفور ،والخسارة الفادحة كانت في الكادر البشري حيث أعلنت اللجنة الإعلامية للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان قائمة بأسماء شهداء من الأطباء و الكوادر الصحية وطلاب الطب منذ بداية الحرب في 15ابريل 2023 وحتى 21 يوليو 2024 بلغت 71 شهيدا .
ومع استمرار أور الحرب يعاني المرضى في تلك المناطق الامرين إقفال المستشفيات وانعدام الأدوية و تزداد المعاناة مع مرضى الكلى والسرطان والقلب، إضافة لأصحاب الأمراض المزمنة.
تدفق النازحين إلى الولايات الآمنة شكل ضغط كبير على الخدمات والمرافق الصحية في تلك الولايات والتى تعاني بدورها من تحديات كثيرة في السعة السريرية و وجود الاختصاصيين و انعدام بعض الأدوية .
في ظل هذه العتمة هنالك اشراقة انارت ظلام الحرب شبكة العيادات المجانية للوافدين بولاية النيل الابيض، مجموعة خيرة من أطباء مدينة كوستي نذروا انفسهم لمساعدة النازحين وتخفيف وطأة المعاناة عنهم والمساهمة في علاج المرضى فكانت شبكة العيادات المجانية والتى عملت على توفير العلاج المجاني والمخفض للوافدين بولاية النيل الابيض و الخدمات التى تقدمها الشبكة للمرضي الوافدين (الطبيب العمومي مجانا ،الاخصائي والاستشاري مجانا، الفحوصات المعملية الروتينية مجانا،الموجات فوق الصوتية مجانا، 25% تخفيض الفحوصات المعملية المتقدمة ، 20% تخفيض للأدوية ،تخفيض للأشعة العادية والمقطعية ورسم القلب ، تخفيض للعمليات الجراحية)، وتعمل الشبكة بالتنسيق والشراكة مع المستشفيات الحكومية والخاصة والمستوصفات الخاصة والمعامل والصيدليات الخاصة ومجموعة من الاخصائيين والاستشاريين
إضافة الى العيادة المجانية للوافدين تندلتي (العيادة المجانية للوافدين كوستي توجد عيادات مجانية للوافدين باغلب محليات الولاية مفعلة بشكل كامل او جزيئ ،ربك ، الشوال ، الدويم ، الجزيرة أبا ، كنانة،في حين تستقبل الشبكة بكوستي المرضي الوافدين من اغلب محليات الولاية تسعي بالتنسيق مع الجهات الحكومية والشعبية لقيام عيادة مجانية للوافدين بكل محليات الولاية ال (9).
هنالك من اختصهم الله بقضاء حوائج الناس،و التصدي لكل هموم ومشاكل التى تحاصرهم، يسعون لتقديم خدمات طبية في زمن قل فيه من يهتم بغيره، لله دركم من شباب يستقبلون المرضى الوافدين بابتسامة و كوب شاى أو فنجان قهوة في راكوبة نجاة امام قسم الطواري في مستشفى كوستي التعليمي، تركوا عياداتهم التى تدر عليهم أموالا طائلة، واكتفوا بالجلوس فى عز الحر، و زمهرير البرد و زخات المطر ، أثبتوا فعلا ان الطب مهنة إنسانية، وابروا بقسم ابقراط إنه لعمري عمل عظيم
كل الشكر والعرفان للدكتور عامر الفاضل و دكتور حيدر وكل الأطباء الذين شاركوا في هذا العمل الجليل ، إنها إحدى الإشراقات في عتمة الظلام الحالك وشكر لكل الشباب الذين دعموا وشاركوا الشبكة بهذا العمل الجليل لتقوم بهذا الانجاز.
#اللهم ارفع سخطك ومقتك عنا #