نادية عثمان تكتب.. “الصندوق الأبيض” الصحفيون الفنيون وإنتخابات النقابة – التايمز نيوز
رأي

نادية عثمان تكتب.. “الصندوق الأبيض” الصحفيون الفنيون وإنتخابات النقابة

انطلقت مطلع هذا الأسبوع في السابع والعشرين من أغسطس لعام ٢٠٢٢ إجراءات انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين في ظل تنافس شريف من أجل بناء نقابة مستقلة تعنى بالدفاع عن حقوق الصحفيين وحمايتهم وترسيخ للمسار الديمقراطي.
جرت هذه الانتخابات في ظل ظروف يعلمها الجميع وعلى الأصعدة كافة حتى تكلل كفاح الصحفيين وانتزعوا حقهم في إنشاء كيانهم النقابي الذي ظل حلمًا يراود القاعدة الصحفية العريضة.
خاض الصحفيون معارك عدة في سبيل تكوين هذه النقابة وانخرطوا قبل أكثر من ثلاث سنوات في العمل لانجاز وتحقيق هذا الأمل والحلم الذي طال انتظاره، تداعت لهذا الحدث القاعدة الصحفية العريضة المتحدة على شرف خوض التجربة بالثبات والإصرار وتكليلها بالنجاح.
وخلال الثلاث سنوات الماضية وجهت الدعوة لجميع المشتغلين بمهنة الصحافة والإعلام بأجهزته المختلفة وانخرطوا في سلسلة من الاجتماعات الدورية، وكللت مساعيهم بتكوين الجمعية التأسيسية التي كانت النواة الحقيقية لتحقيق هذا الحلم الكبير.
ومن الأجسام الصحفية التي وجهت لها الدعوة لتكوين الجمعية التأسيسية، الصحفيين الفنيين وهم (المصممون، المدققون، المصورون والفنيون بالإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية)- ومن عندي فنيو المطبعة والسائقون الذين يسهرون الليل لتخرج العملية الإنتاجية الصحفية والإعلامية في اليوم التالي على أكمل وجه-، كل هؤلاء تم ترشيحهم من قبل زملائهم في جميع الأقسام الفنية ليمثلونهم في تكوين الجمعية التأسيسية وفيما بعد في انتخابات النقابة.
عند بدء إجراءات انتخابات النقابة خرج بعض الأشخاص يقللون من دور ومشاركة الصحفيين الفنيين في عملية الاقتراع ضمن قوائم الترشيح لمجلس نقابة الصحفيين السودانيين، كما استكثروا عليهم انتسابهم لقبيلة الصحفيين وكل ذلك انتقاص من دورهم في العملية الإنتاجية للصحف والإعلام، كما ادعوا بأن الجمعية العمومية للصحفيين ملأت قوائمها وأكملتها بالمصممين والمدققين والمصورين (الصحفيون الفنيون) مع قلة عدد الصحفيين المسجلين بالقائمة النهائية للانتخابات.
نريد أن نقول لهؤلاء الأشخاص إن الصحفيين الفنيين هم الذين لا تكتمل العملية الإنتاجية للصحف أو الإذاعة أو التلفزيون وغيرها إلا بهم، كما أنهم من حملة الشهادات الجامعية وبينهم من حامل الدرجات العليا والقيد الصحفي ولهم تجارب وخبرات صحفية تفوق بعضًا من المسمين بالصحفيين الذين قاموا على أكتافهم.
إن هؤلاء الصحفيون الفنيون يستحقون ان ينتسبوا لهذه المهنة لأنهم من يقومون بتخطيط وتصميم الصفحات وتصحيح وتعديل وتبديل وتهذيب (خرمجة وعواسة) الصحفيين من بعض كتاب الأعمدة وإلى المحررين بجميع الأقسام (أخبار، تحقيقات، حوارات سياسية واجتماعية وفنية، وثقافية وغيرها إلى تعديل وتحرير عمل آصغر مدرب في الصحيفة أو في الأجهزة الإعلامية، وكذلك هم من يلتقطون أروع وأجمل الصور لتتجمل بها الصحف والشاشات ويقومون بتنفيذ أجمل الفنيات ليخرج العمل الصحفي والإعلامي في أبهى صوره.
الصحفيون الفنيون في أحيان كثيرة يقومون بدور رئيس التحرير ومدير التحرير ومحرر السهرة وأعمال السكرتارية والمحرر العام، كل ذلك في غياب الناشر والمالك وغيرهما، من أين أتوا بكل تلك الخبرات إذا لم يكونوا صحفيين بحق وحقيقة؟، وهم من يعملون فريقًا واحدًا في كل المؤسسات متكاتفين ومتحابين ومتشاركين ليخرج إنتاجهم في أجمل ما يكون.
ليعلم من يقودون هذه الحملة إن الصحفيين الفنيين ركن أساسي من أركان العملية الإنتاجية للعمل الصحفي والإعلامي شاءوا أم ابوا، وهؤلاء الصحفيون الفنيون أدركوا أخيرًا قيمتهم ومكانتهم وخرجوا من دائرتهم المعتادة في العمل الصحفي والإعلامي ذي الاتجاه الواحد وتخطفتهم القنوات الفضائية العالمية والمحلية، لا لشيء إلا لأنهم يستحقون ذلك لخبراتهم وجودتهم وإخلاصهم وتفانيهم في عملهم، لماذا تستكثرون عليهم أن تضاف إلى خبراتهم كلمة (صحفي) التي يستحقونها عن جدارة؟
ختام القول وقصيره افتخر جدا بأنني خرجت من وسط إخوتي وأخواتي الصحفيين الفنيين، الذين بسماحتهم وبساطتهم وحبهم لعملهم ومهنتهم لا يلتفتون إلا لما يقدمهم ويرفع من شأنهم ومستقبلهم وجودة عملهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى