​”شكرًا لمنتخباتنا الوطنية”..بقلم ..”​الشريف كروفل” – التايمز نيوز
رأي

​”شكرًا لمنتخباتنا الوطنية”..بقلم ..”​الشريف كروفل”

​بالأمس خسر منتخبنا الوطني السوداني مباراته في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم أمام توغو بهدف ، وبذلك أصبحت فرصة تأهل المنتخب السوداني لنهائيات كأس العالم 2026 ضعيفة جدًا . ورغم ذلك ، نستطيع أن نقول إن المنتخب السوداني يستحق التحية والتقدير والاحترام والإشادة على المستوى الذي قدمه في هذه التصفيات ، حيث كان منفردًا بصدارة مجموعته منذ انطلاق المنافسة ، ​و لكن التعثر أمام منتخب جنوب السودان كان بمثابة “قاصمة الظهر” . ورغم ذلك ظل السودان محتفظًا بالصدارة حتى مراحل متقدمة من المنافسة بعد أن قدم مستوى فنيًا بديعًا كان حديث الجميع .
​التحية أولًا نبعثها للقائمين على أمر المنتخبات الوطنية الذين سخّروا كل إمكانياتهم وعلاقاتهم لخدمة هذه المنتخبات ، فكان التأهل إلى نهائي الشان ، الذي قدم فيه المنتخب السوداني مستوى رائعًا جعله ضمن المربع الذهبي مع عمالقة الكرة الأفريقية ، وهذا يبشر بأن المنتخب الوطني سيكون له كلمة في أمم أفريقيا “الكان” بإذن الله تعالى .
​ولكن و رغم كل ما قدمته المنتخبات ، فهنالك بعض القصور و الذي نتمنى السعي في تصحيحه و نتمنى كذلك الاستفادة من كل التجارب مستقبلًا لتقديم مستوى أفضل ، حتى تصل المنتخبات السودانية إلى مراحل أبعد من التي وصلتها هذا العام ، بقيادة المدرب المقتدر كواسي أبياه .
​هذا المدرب الذي أصبح خبيرًا في شأن الكرة السودانية بعد السنوات التي قضاها مع المنتخبات السودانية و مع الخرطوم الوطني ، حيث أصبح مدركا لكل تفاصيل الكرة السودانية واللاعب السوداني ، والعمل على هذه التفاصيل بدقة ، هو ما يحقق النجاحات . وكواسي أبياه أثبت تمامًا أن الاستقرار مهم جدًا في بناء الأندية والمنتخبات ، خاصة مع الخبراء الذين لديهم المقدرة على البناء أمثاله .
​ومن هنا نحذر ثم نحذر القائمين على أمر المنتخبات الوطنية من خطورة التفريط فى هذا المدرب الذي قطع شوطًا كبيرًا في مشروع بناء المنتخبات السودانية . ولا ننسى أن هذا المدرب فضّل العمل بالمنتخب الوطني على حساب منتخب بلاده . فإبعاد هذا المدرب يعني البداية من الصفر وهدم كل البناء الذي قام به ، خاصة أنه أصبحت لديه رؤية واضحة بالاهتمام بالشباب الذين سيعتمد عليهم مستقبلًا .
و ​هؤلاء الشباب يحملون فكرًا يختلف عن الأجيال السابقة ، فهم لا يحلمون فقط بالانضمام إلى القمة “المريخ والهلال”، بل يحلمون بالانضمام إلى الدوريات الأوروبية ، وهى تطلعات لم تكن الأجيال السابقة حريصة عليها .
​ومن هنا نقول وبصوت عالٍ: إن أجمل أيام الكرة السودانية هي القادمة مع الشباب الواعد ، هؤلاء الذين أظهروا إمكانيات أكبر من سنوات عمرهم في الملاعب ، فأبدعوا وأمتعوا وتصدروا المجموعات في أصعب الظروف التي مر بها السودان وأهله .
​فقط أُذكّر بأن خروج كواسي أبياه من السودان سيكون صعبًا إذا أخطأ القائمون على أمر المنتخب الوطني بالاستغناء عنه ، لأن أندية القمة ستكون الأحرص على التعاقد معه بحكم أنه أصبح خبيرًا بالكرة السودانية .
​وفي نهاية هذا المقال نُذكّر القائمين على أمر المنتخبات السودانية بالآتي:
​أولًا: التمسك بالمدرب كواسي أبياه ومنحه كل الصلاحيات ، والحرص على تنفيذ كل برنامجه الإعدادي .
​ثانيًا: الاهتمام بعلاج اللاعبين المصابين من المنتخبات ، وعلى الدولة التكفل بنفقات العلاج في أرقى وأفخم وأحدث المستشفيات .
​ثالثًا: منح الحوافز المشجعة للجهاز الفني واللاعبين للمزيد من الإبداع والإمتاع . فكرة القدم أصبحت مهنة ، والدوافع الوطنية تحتاج إلى الحوافز المشجعة التي تقود للمزيد من النجاح .
​رابعًا: على القائمين على أمر المنتخبات إقامة المعسكرات الإعدادية التي تتوفر فيها كل عوامل النجاح ، وفي مناطق تعطى اللاعبين دوافع معنوية كبيرة ، خاصة المعسكرات التي تكون بالدول الأوروبية والتي تتيح فرصة التباري مع منتخبات أوروبية .
​أعتقد أن المنتخبات السودانية قطعت شوطًا كبيرًا في بناء وتأهيل اللاعب ، وهذا يبشر بمستوى ممتاز في البطولات الأفريقية هذا العام والأعوام القادمة . ولذلك يجب أن يواصل الجميع ولا نتمنى هدم ما تم والبدء من الصفر . فالإبداع هو ان نبدأ من حيث انتهى الآخرون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى