“المريخ الذي نريد” بقلم.. “حسن زيادة”

لا نشك في حب المريخي للكيان، ولا نشك في حب المريخي للمريخي.
على غرار: نحن في المريخ إخوة نعشق النجم ونهوي، واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى.
ولكن يبدو أننا نحتاج إلى تحويل هذه القوة الكامنة فينا، من عشق ووله للكيان، إلى وحدة الصف والعمل بروح الفريق الواحد. فليعشق كل واحد منا المريخ كما يحب ويشتهي، ولْنختلف ونتباين في طريقة هذا الحب، لكن لنجتمع فيما يخدم مصلحة المريخ العامة والعليا.
لم أرَ جمهورًا تحت قبة السماء يحب فريقه بهذا الجنون الجارف، ولكن – كما ذكرت – نحن نحتاج إلى التوافق في خدمة الكيان، لأن ما نراه من داء انتشر في جسد المريخ في السنوات الأخيرة لم نره في مجتمع المريخ في سنواته الجميلة؛ مجتمع كان زينة مجتمع المريخ والسودان معًا، مجتمع نثر أدبه وأخلاقه وإخلاصه وصدقه وأمانته بين المجتمعات.
يكفي ما قرأناه عن سير السلف من رموز المريخ على مر العصور.
لن أقول: “أليس بيننا رجل رشيد؟” كلا، لأن الرشد منبعه نحن.
إخوتي، آمل أن يكون تشاكسنا حميدًا، وأن نتوحد جماعات وأفراد، آخذين العبرة من السنوات العجاف التي مرت، وعلى الأقل نتفق فيما نتفق عليه ونفعل الفعل، ونترك ما نختلف فيه للزمن، فهو كفيل بضمد جراحاتنا؛ للخروج من نفق قد يودي بنا إلى الهلاك، والذوبان في الظلام، والسير بلا أرجل.
نعم، بلا أرجل… أهو كسيح؟ لا، فالكسيح له أن يحبو.
يرحل قطار ويعود قطار، بنفس العربات والقضبان والمسافرين، ولكن قيادة الكبينة تتغير… ولا جديد، ولن يكون هناك جديد.
أعقرت حواء المريخ؟ أم المريخ معيون؟
طموح جماهير المريخ أكبر من أفكار قادته، أي أن من يأتي على قيادة النادي أقل فكرًا من جمهوره. ولما كانت صفة الصفوة تلازمه، فعلى كل من يأتي لقيادة النادي أن يدرس علم الصفوة قبل الأعلام الأخرى.
وهكذا تعيش أمة المريخ أزمة قيادة طاحنة زهاء أعوام عديدة، ولا بؤرة أمل أو ضوء خافت حتى نهاية الطريق.
والقول بأن “المريخ يمرض ولا يموت” أو أن “حواء المريخ ولود” و”المريخ رجل صالح” كله حديث إنشائي في الهواء الطلق، أضغاث أحلام.
ومصيبة المريخ الكبرى أن هذا قَسَم شعب المريخ إلى كيانات وأحزاب متنافرة، لدرجة كره البعض لبعضهم، وإن كان مستترًا، وبعضها يزكم الأنوف ويذهب العقول.
ولكي يعود المريخ إلى مكانه الطبيعي رائدًا للأندية السودانية وتعود مكانته بين كبار أندية أفريقيا، لا بد أن تكون هناك تضحيات من الجميع، وأي تجاوز أو إقصاء لأي تيار، فكأننا نزرع قنابل موقوتة.
وجهة نظري أن يكون هناك مؤتمر جامع لكل أطياف المريخ، ليضعوا الحلول لمشاكل النادي وفق خطة طريق يتفق عليها الجميع، دون أن ندفن رؤوسنا في الرمال. التيارات معروفة، ولا بد أن تلتقي ببعض: (أنصار الوالي، أنصار سوداكال، أنصار حازم، وكل المعارضين السابقين بمختلف مسمياتهم، والذين أوردوا المريخ مورد الهلاك).
على أن يتفقوا على كيفية حكم المريخ، بوضع مسودة نظام أساسي يحكم الجميع، وتجيزه الجمعية العمومية بالمعايير الخاصة بأهل المريخ، والمتوافقة مع المعايير المحلية والدولية.
رسالة إلى الإعلام المريخي: عليكم بالحياد، دون الميل لفئة دون الأخرى. أنتم سلطة قوية يمكن أن تدمروا دولة ناهيك عن نادٍ، ويمكن أن تكونوا معاول أحلام التوافق للمريخ، بنشر الطاقة الإيجابية بين المريدين.
والله أسأله التوفيق والسؤدد.