“مصباح علاء الدين السحري” بقلم سعدية إلياس

يبدو أن جماهير المريخ ما زالت تعيش على أمل إيجاد “مصباح علاء الدين السحري” الذي يغير واقع النادي في لحظة، وسط أجواء يسيطر عليها التخبط وصوت الهتيفة الذين يرفعون الشعارات دون رؤية أو مشروع واضح. المشكلة ليست في الجماهير التي تعشق الكيان بإخلاص، بل في أن المشهد الحالي يكرر نفسه بصورة مملة، وكأن عقارب الساعة توقفت عند نفس الأخطاء ونفس الوجوه التي قادت النادي إلى أزماته المتلاحقة.
المؤسف أن هناك من يصرّ على إعادة تدوير الفشل، وكأن التاريخ لم يقدم لنا ما يكفي من الدروس. نفس الظلال القديم ، نفس الأساليب، نفس الصراعات الشخصية التي تُدار خلف الكواليس، ونفس الفخ المنصوب لعودة الوجوه التي ارتبطت بالشللية والمصالح الضيقة. هذه العقلية لا يمكن أن تبني مستقبلًا، بل تضمن فقط استمرار الأزمة.
اليوم، المريخ في حاجة ماسة إلى مشروع إنقاذ حقيقي، يقوم على رؤية استراتيجية واضحة، وليس على ردود الأفعال أو البحث عن حلول سحرية. هذا المشروع لا يمكن أن يخرج من رحم السوشيال ميديا أو من معارك التصريحات الإعلامية، بل من جلسات هادئة ومسؤولة تجمع قيادات المريخ الحقيقية، بعيدًا عن الضوضاء، ليضعوا خارطة طريق تعيد للنادي استقراره وهيبته.
على القيادات أن تتحرر من الحسابات الشخصية، وأن تتجاوز فكرة من يكون في الواجهة ومن يظهر في الصورة. المطلوب اليوم هو تكوين جبهة موحدة، تنظر لمصلحة المريخ أولًا، وتعمل بصمت وكفاءة. فالكيان أكبر من الأشخاص، وأهم من المناصب.
إن الوقت يداهمنا، والجماهير سئمت من وعود لا تجد طريقها إلى التنفيذ. المريخ لا يحتاج مصباح علاء الدين، بل يحتاج رجالًا صادقين، وأفكارًا جديدة، وقرارات شجاعة تضعه على الطريق الصحيح.