مصر… حيث تُصنع القيادات وتُبنى الجسور.. بقلم: البشير دهب – التايمز نيوز
رأي

مصر… حيث تُصنع القيادات وتُبنى الجسور.. بقلم: البشير دهب

تحية من ممثل السودان في منحة ناصر للقيادة العالمية – الدفعة الخامسة

في عالم تتزاحم فيه الأزمات وتتسابق فيه القوى على النفوذ، تقف جمهورية مصر العربية بثبات القادة وحكمة التاريخ، رافعة راية الإنسان أولًا، والشباب خصوصًا، بوصفهم ركيزة التغيير وبناة الغد. ومن رحم هذه الرؤية المتقدمة، جاءت منحة ناصر للقيادة الدولية، التي تحمل اسم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، لتترجم تلك المبادئ إلى واقع ملموس.

تحت عنوان “مصر والأمم المتحدة 80 عاماً تمثيلاً لقضايا الجنوب العالمي” جمعت هذه المنحة في نسختها الخامسة أكثر من 150 شابًا وفتاة من مختلف دول العالم – من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا – تحت سقف واحد، في قلب القاهرة، ليجتمعوا على حلم واحد: القيادة من أجل السلام، والتعاون من أجل التنمية، والوعي من أجل الإنسان.

ومن موقعي كممثل لجمهورية السودان في هذا البرنامج، أؤكد أن التجربة كانت استثنائية بكل المقاييس، لا من حيث المحتوى فقط، بل من حيث الجوهر الإنساني، والرسالة التي حملتها: أن مصر لا تصنع مبادرات محلية فقط، بل تقود مسارات حوار عالمية، وتبني جسورًا بين الشعوب، لا جدرانًا بينها.

وهنا، لا يسعني إلا أن أعبّر عن بالغ الامتنان إلى:

🔹 فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – الذي رعى هذه المبادرة بروح الزعيم المؤمن بقوة الشباب، والمبادر إلى تمكينهم عبر العمل المشترك. لقد أثبتم، يا سيادة الرئيس، أن مصر لا تنظر فقط إلى حدودها، بل تحتضن مسؤوليتها القارية والدولية بأفقٍ واسع. ومقولتكم بأن الشباب هم أمل الأمة وسلاحها الأقوى تجد هنا ترجمتها العملية.

🔹 معالي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة – الذي أشرف على هذا البرنامج بعقلية استراتيجية وقلبٍ نابض بالشغف، فكان قريبًا من كل تفاصيله، ومن كل مشارك ومشاركة. لقد كنتم تجسيدًا واقعيًا لعبارة ناصر:
“إن الشباب هم قلب الأمة النابض، إذا صلحوا صلحت، وإذا ضعُفوا وهنت.”

🔹 الشعب المصري الكريم – الذي استقبلنا بصدورٍ رحبة، وقلوب مفتوحة، ليجعلنا نشعر أن القاهرة بيت الجميع، وأن النيل لا يفرّق بين من وُلد على ضفافه، ومن جاء يحمل إليه السلام والحب.

وقد صدق القائد جمال عبد الناصر حين قال:
“إن أمتنا ليست تجمعًا جغرافيًا، بل هي رابطة إنسانية وحضارية… ولن تنهض إلا بوحدة إرادتها، وإيمانها بنفسها.”
وهذا ما لمسناه في هذا التجمع الشبابي الدولي، الذي صنعته مصر بإتقان وإيمان.

من القاهرة، حملت في قلبي صداقات تتجاوز القارات، وتجربة لا تُنسى، وأحمل على عاتقي مسؤولية الاستمرار في العمل من أجل وحدة شعوبنا وتكامل جهودنا، لأن التحديات واحدة، والمصير واحد، والنهر واحد.

الفرد من أجل الجميع، والجميع من أجل الفرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى