سوء التغذية يهدد حياة آلاف الأطفال في السودان – التايمز نيوز
أخبار

سوء التغذية يهدد حياة آلاف الأطفال في السودان

كسلا – مودة معتصم

مع طول أمد الحرب في السودان تفاقمت الأوضاع المعيشية والإنسانية لغالبية المواطنين في مناطق النزاع المسلح، وكذلك في المدن الآمنة.

وأدى انعدام الغذاء وارتفاع مستويات الجوع في أقاليم عديدة إلى انتشار أمراض سوء التغذية الحاد وسط الأطفال، مما خلف وفيات خصوصاً في ظل توقف المساعدات الإنسانية التي قادت النازحين إلى أوضاع كارثية.

حصار وأزمات

في الأثناء، تعيش ولاية جنوب كردفان حصاراً غير مسبوق من قوات الدعم السريع و”الحركة الشعبية -شمال”، مما جعل أبسط مقومات التغذية للأطفال غير متاحة بسبب ندرة السلع والمواد الغذائية، ونتيجة عدم قدرة السكان على الشراء بعد نفاد المدخرات المالية وتوقف الأعمال اليومية.

وتقول كلتوم حسين، وهي أحد الموجودين في مدينة كادقلي، إن “ابنها (3 سنوات) يعاني سوء تغذية حاداً مع فقدان الوزن وانخفاض الدم وانعدام الشهية وتدهور صحته.

وأضافت : “على مدى أسابيع ترددت إلى المستشفى الوحيد وأجريت الفحوصات الطبية لطفلي وقمت بشراء الأدوية على أمل تحسن صحته مع مرور الأيام ونمو جسده النحيل.

وتابعت : قدرات المستشفى محدودة ولم يستطع تقديم العلاج الناجع من الهزال الحاد الذي يعانيه ابني، وبعد أسبوعين فارق الحياة نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية.

وأوضحت أن “ستة أطفال توفوا في إحدى مراكز الإيواء داخل المدينة بسبب سوء التغذية الحاد وعجز أسرهم عن نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

أمراض ومضاعفات

وفي ولاية الجزيرة الواقعة جنوب الخرطوم توقفت غالبية المستشفيات عن العمل نتيجة انعدام الوقود والمياه وعدم وجود الكوادر الطبية، مما فاقم أوضاع الأطفال.

وتشعر سامية محمد أحمد التي تقطن مدينة البشاقرة بالقلق الشديد على طفلتها ندي التي تتلقى العلاج منذ 10 أيام في إحدى المراكز الصحية من دون أن تستجيب له.

وتقول إن “طفلتها تعاني مضاعفات سوء تغذية حاد، إذ لا يزيد وزنها على ثلاثة كيلوغرامات على رغم أن عمرها يبلغ أكثر من عام، وهناك كثير من اليافعين يعانون الأمرين نتيجة فشل الأسر في توفير الغذاء النوعي الذي يحوي عناصر محددة بسبب الفقر والأزمة الصحية في الإقليم.

وتتابع : تطاول أمد الحرب يسهم في استمرار تدهور الوضع الغذائي في ولاية الجزيرة، خصوصاً بعد فشل الموسم الزراعي وعدم توافر خدمات الرعاية الصحية، وكذلك ندرة السلع وأزمة الكهرباء والمياه وتوقف أعمال السكان اليومية.

ضعف الرعاية الصحية

ولا يتخلف الوضع في إقليم دارفور عن البقية، إذ أشارت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين إلى وفاة 66 طفلاً خلال شهر مايو الماضي نتيجة سوء التغذية، إضافة إلى عدم توافر الأدوية المناسبة لإنقاذ حياتهم، ووفاة ستة أطفال في أغسطس الماضي.

وعلى صعيد متصل أوضح المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال أن “حالات سوء التغذية الحاد في معسكرات منطقة مكجر وصلت إلى 450 حالة وسط الأطفال.

ونبه رجال إلى أن “سوء التغذية الذي انتشر بسبب الجوع لا يزال يشكل تحدياً صحياً مما يتطلب بذل مزيد من الجهود من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لوقف الحرب، فضلاً عن ضرورة بناء إستراتيجيات فعالة وتدابير وقائية للحد من تفشي المجاعة وإنقاذ أرواح المتضررين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى