ما يُسمى بالإدارات الأهلية، ليست أجساماً فائضة عن حاجة الدولة الحديثة ومواطنيها فقط، بل هي كائنات شديدة الضرر بالتعايش الاجتماعي ومهدد كبير للأمن القومي، ومنتج فعّال لخطاب الكراهية وناشر دؤوب للعنصرية ومساهم رئيس في تدمير البنى الاقتصادية والاجتماعية وإثارة النعرات العرقية البدائية.
إن كل الأحداث الدموية المريعة ذات الطابع العرقي ابتداء من دارفور وإلى شرق السودان وكردفان وبعض القلاقل التي كادت تنفجر في شرق النيل والبطانة، وإن كانت من صُنع وإدارة العسكر والفلول وكتلة “اعتصام الموز” إلا أنّ اللاعب والمُنفّذ الرئيس والذراع الطويلة لها، كانت وما تزال هي الإدارات الأهلية العاطلة عن العمل معطوبة العقل والضمير.
لذلك إن أردنا تأسيس دولة مدنية يكون فيها مبدأ المواطنة أساساً للحقوق والواجبات، علينا التخلص من هذه الكائنات الطفيلية التي تعتاش على دماء الأبرياء وأرواحهم مقابل أثمان بخسة، ثم تخذلهم خذلاناً .
