مدير المكتب الاعلامي لنادي المريخ هشام عز الدين يفتح الملفات الشائكة بلا تجميل… ويواجه الاتهامات مباشرة… ويكشف حقائق لأول مرة

حوار _ سعدية إلياس

“اتهامي بإيقاف صحيفة المريخ مضحك… والقرار مؤسسي وليس فرديًا”

نعمل بتعاون وتنسيق تام في المكتب الإعلامي … ونحن أكثر من يدعم الصحافة المنضبطة”

الموقع الإلكتروني في مراحله النهائية .. ونسعى لواجهة تليق بنادي المريخ

نواجه تحديات في التوثيق للصفحة الرسمية للنادي

______

برغم حداثة تجربته داخل المنظومة المريخية، إلا أن هشام عزالدين لم يدخل النادي بثوب “الضيف” أو “الموظف العابر”، بل دخل بروح العاشق الذي يعرف.. تفاصيل البيت المريخي كما يعرف تفاصيل غرف الإخراج والاستديوهات التي عمل فيها لأكثر من 15 عامًا. خبرة إعلامية متراكمة، واحترافية صقلتها محطات كبيرة من النيل الأزرق إلى الشروق، قبل أن يجلبها للمريخ في لحظة كان النادي فيها في أمسّ حاجة إلى عقل إداري منظم وفكر إعلامي مواكب.

تميّز هشام لم يأتِ من منصب، بل من طريق طويل مليء بالتحديات، ومن شغف قديم تجذّر قبل أن يتحول إلى مسؤولية رسمية داخل أهم نادٍ جماهيري في السودان.

التقته صحيفة التايمز نيوز الإلكترونية في حوار مثير الى مضابطه

كشف هشام عزالدين أن رحلته في المجال الإعلامي بدأت مباشرة بعد تخرجه في الفترة بين 2008–2009، حين التحق بقناة النيل الأزرق، وقال إن تلك الخطوة كانت بمثابة الانطلاقة الأولى التي أخرجته من الجانب الأكاديمي إلى الممارسة المهنية الحقيقية، وفتحت أمامه أبواب التلفزيون والعمل الميداني، مؤكدًا أنها المرحلة التي شكّلت أساس خبرته العملية.

وأشار هشام إلى أن تجربته في النيل الأزرق كانت تحت إدارة اثنين من أبرز الأسماء في المشهد الإعلامي آنذاك، وهما الأستاذ حسن فضل المولى والأستاذ عبد اللطيف المجتبي مدير الأخبار، موضحًا أنه تعلّم منهما الانضباط، وفهم تفاصيل بيئة الإنتاج التلفزيوني، وكيفية إدارة المحتوى وصياغة الرسائل الإعلامية باحترافية.

وأضاف هشام أنه بعد عام واحد فقط من العمل في النيل الأزرق، انتقل إلى قناة الشروق ليبدأ كمنتج للبرامج، قبل أن يتدرج تدريجيًا حتى وصل إلى منصب المدير التنفيذي للقناة في الفترة ما بين 2017–2018، وكشف أن هذه المرحلة كانت نقطة تحول مهمة في مسيرته، لأنها وضعته في قلب صناعة القرار الإعلامي داخل واحدة من أهم القنوات السودانية.

وأوضح أن المهندس محمد خير فتح الرحمن كان أول من منحه الثقة داخل الشروق، وفتح له المجال ليتولى مسؤوليات كبيرة، مشيرًا إلى أن عمله لاحقًا مع الفريق السر أحمد عمر مثّل مرحلة مختلفة اكتسب خلالها خبرات واسعة في الإدارة والتخطيط والتنظيم.

وفي ما يخص مغادرته لقناة الشروق، كشف هشام أن قرار رحيله كان مرتبطًا بالتحولات الإدارية التي حدثت بعد انتقال ملكية القناة للحكومة عقب العام 2019، وقال إن تلك التغييرات أثّرت بشكل مباشر على بيئة العمل، وخلقت حالة من عدم الاستقرار جعلت استمرار تجربته أمرًا صعبًا، فكان الخروج قرارًا منطقيًا.

ثم أوضح هشام أنه اتجه بعد مغادرة الشروق إلى تأسيس شركة Lemnos Vision مع مجموعة من أصدقائه، مشيرًا إلى أن الشركة نجحت خلال فترة قصيرة في الحصول على العقد الحصري لنقل منافسات الاتحاد الإفريقي، وحققت حضورًا قويًا في السوق السوداني قبل أن تتأثر أعمالها جزئيًا بعد اندلاع الحرب في 2023.

وعن دخوله نادي المريخ، قال هشام إن التكليف بتولي منصب مدير الإعلام في النادي جاء كنداء لا يمكن رفضه، موضحًا أن علاقته بالمريخ ليست وليدة اليوم، بل قديمة وراسخة، وأن العمل داخل النادي كان بمثابة مسؤولية مضاعفة لأنها ترتبط بكيان جماهيري كبير.

وأكد هشام أن المركز الإعلامي يعمل وفق رؤية علمية ومنهجية واضحة، وبتنسيق كامل مع مجلس الإدارة وقطاعات النادي المختلفة، مشيرًا إلى أنهم يسعون لبناء إعلام احترافي حديث يواكب تطلعات الجماهير ويدعم صورة النادي في الداخل والخارج.

وكشف أن أبرز التحديات التي تواجههم هي مسألة توثيق الصفحات الرسمية للنادي بعد الفوضى التي نتجت عن تعدد الصفحات في السابق، موضحًا أن عملية التوحيد مستمرة وبجهد كبير لضمان أن تكون المنصات الرسمية هي المصدر الوحيد والموثوق للأخبار.

وعن مسألة التقصير، أشار هشام إلى أن الجماهير بطبعها تطلب المزيد دائمًا، وهذا حقها، لكنه أكد أنهم يعملون بلا توقف، ويبذلون كل ما يمكن تقديمه، داعيًا الجمهور إلى قليل من الصبر حتى تظهر ثمار العمل بشكل كامل.

وذكر هشام أن المكتب الإعلامي يضم مجموعة شابة وذات كفاءة عالية، بينهم حذيفة جبريل، عمر عبدو، وأحمد ماكس، مشيرًا إلى أنهم يعملون في تنسيق دائم مع قطاع الإعلام بقيادة سامر العمرابي ومع المدير العام الفريق طارق عثمان الطاهر، لضمان انسجام العمل الإعلامي وتكامله.

وفي سياق الحديث عن المشاريع القادمة، كشف هشام أنهم يعملون على تدشين الموقع الرسمي للنادي خلال فترة وجيزة، مع الإعداد لإطلاق بودكاست مريخي يقدم محتوى نوعيًا يتواصل من خلاله النادي مع جماهيره بشكل حديث ومتطور.

وفي ما يتعلق باتهامات عدم التعاون مع الصحف ومنصات الإعلام، فنّد هشام هذه الاتهامات بشكل قاطع، موضحًا أن دور المركز الإعلامي هو تنظيم المعلومات لا حجبها، وأنهم حريصون على توفير المعلومات الدقيقة للصحف والمنصات المهنية، مؤكدًا أن أبوابهم مفتوحة دائمًا.

وعن الاتهام المتداول بأنه وراء إيقاف صحيفة المريخ، ضحك هشام وقال إن هذا الاتهام “لا يستند لأي أساس”، موضحًا أن القرارات داخل النادي مؤسسية ولا يمكن أن تُتخذ بهذه الطريقة الفردية، وأن إيقاف الصحيفة كان قرارًا صادرًا عن مجلس الإدارة وفق تقييمات معينة، وليس له أي علاقة به.

واختتم هشام حديثه بالإشارة إلى أن إطلاق قناة تقليدية للمريخ غير مطروح الآن، مؤكدًا أن الاتجاه العام يتجه نحو المنصات الرقمية الأكثر تأثيرًا وانتشارًا وأقل تكلفة، وأنهم يعملون على تطوير وسائل حديثة تضمن وصول المحتوى للجمهور مع تحقيق عائد مالي يعود للنادي.