في ذكرى رحيله الثانية.. محمد الأمين.. صوت الوطن الذي لم يخذل شعبه

متابعات – التايمز نيوز
يحل اليوم الثالث عشر من نوفمبر 2025، الذكرى الثانية لرحيل الموسيقار والفنان السوداني الكبير محمد الأمين، الذي غادر دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 2023 بولاية فرجينيا الأمريكية، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن ظل خلالها صوته عنوانًا للوطنية وذاكرة للنضال.
منذ بداياته، أدرك محمد الأمين أن الفن ليس ترفًا بل رسالة. بصوته القوي وصدق أدائه، جعل من الأغنية السودانية منبرًا للوعي والتعبير عن نبض الشارع. لم يكن يغني للفرح وحده، بل للوطن الذي أحبّه حتى العظم.
في لحظات التحول الكبرى كان صوته حاضرًا؛
غنى “أكتوبر 21” تخليدًا لثورة الشعب ضد الاستبداد، ليجعل من اللحن مرثيةً للنظام القديم ونشيدًا للمستقبل.
ثم جاءت “الملحمة”، ذلك العمل التاريخي الذي كتب كلماته الشاعر هاشم صديق، فحوّله الأمين إلى سيمفونية للوحدة الوطنية ومجد المقاومة.
وفي زمن الانكسار رفع صوته بـ “حنبنيهو”، تلك الأغنية التي أصبحت شعارًا للأمل والعمل الجماعي، فكان يغنيها كمن يبني وطنًا بالحروف والأنغام.
أما “بلدنا نعلي شأنها” و**”يا شعباً لهبك ثوريتك”** فكانتا تجسدان إيمانه بأن الأغنية يمكن أن تكون سلاحًا في وجه القهر، وأن الكلمة الصادقة قد توازي الرصاصة في قوتها.
واجه محمد الأمين الاعتقال والمضايقات بسبب مواقفه الفنية والوطنية، لكنه ظل متمسكًا بقناعته أن “الفن الشريف لا يُساوم”، وأن الفنان الحقيقي هو من يغني لشعبه لا لحاكمه.
رحل محمد الأمين، لكن صوته لا يزال يسكن تفاصيل الحياة السودانية، يطل من الإذاعات والميادين والذاكرة، يذكّر الأجيال بأن الوطن يمكن أن يُغنّى له بصدق كما يُقاتل من أجله بشجاعة.



