التفوق علي الكبار وفخ الصغار..بقلم “الشريف كروفل”

نلاحظ أن الأندية والمنتخبات السودانية تصل دائمًا إلى مراحل متقدمة من البطولات عندما تتأهل على حساب أندية ومنتخبات قوية وكبيرة و لها وزنها . ان الأندية والمنتخبات الكبيرة لا تخشى المواجهات ولا تنتظر المسارات السهلة ، فمن يريد أن يعتلي منصات التتويج ، و ان لم يُقصِ الأقوياء في البدايات ، فإنه سيصطدم بهم في الأدوار المتقدمة .
لقد فعل أبطالنا صقور الجديان الصعب ، وتفوقوا على منتخبات شمال وغرب أفريقيا ، بالانتصار على نيجيريا والتعادل مع السنغال وإقصاء الجزائر ، ووصلوا إلى نصف نهائي بطولة الشان . وقد سبق للسودان أن تفوق على منتخبات عالمية لها صولاتها وجولاتها، مثل الكاميرون ، وليبيريا ، وساحل العاج ، وجنوب أفريقيا . وهو ما منح اللاعب السوداني الثقة الكبيرة لمقارعة منتخبات مدججة بالنجوم وأساطير الكرة العالمية .
ولكن ، و للأسف الشديد ، تقدم المنتخبات السودانية دائمًا مردودًا ضعيفًا أمام المنتخبات الصغيرة . وخير مثال على ذلك أنه لم يتوقع كل المراقبين أن يخسر منتخبنا أمام منتخب جنوب السودان ، وهو ما قلل من فرصة صعود السودان إلى نهائيات كأس العالم ، في المجموعة التي انفرد السودان بصدارتها منذ الجولة الأولى .
ذكرنا هذا الحديث والمنتخب السوداني سيواجه منتخب مدغشقر عصر الثلاثاء ، ذلك المنتخب الذي أحرز المركز الثالث في آخر بطولة أقيمت للشان . ورغم ذلك تظل منتخبات الجزائر والسنغال ونيجيريا هي الأقوى . ولكن ، و كما ذكرنا ، فإن شكل منتخبنا الوطني أمام المنتخبات الكبيرة يختلف تمامًا عن شكله أمام المنتخبات الأقل مستوى . ولذلك ، الخوف كل الخوف على منتخب السودان إذا لم يتم احترام منتخب مدغشقر ولاعبيه ، و إذا لم يتعامل منتخبنا الوطني مع منتخب مدغشقر بنفس العزيمة والإصرار والقوة التي لعب بها أمام نيجيريا والسنغال والجزائر . و التى ستمكن صقور الجديان من تجاوز منتخب مدغشقر و الوصول إلى نهائي الشان . أما إذا تعامل منتخبنا الوطني مع منتخب مدغشقر على أنه منتخب ضعيف وأن السودان سينتصر عليه كما انتصر على نيجيريا والجزائر ، فإن خروج منتخبنا من المنافسة غير مستبعد ، و قد يتبدد حلم اعتلاء منصات التتويج هذا العام .
كل الأمنيات لمنتخبنا الوطني بالتأهل يوم الثلاثاء لنهائي الشان ، كانجاز كبير للمدرب (الشاطر ) العالمي كواسي أبياه الذي حقق ما عجز عنه غيره في تاريخ المنتخبات الحديث ، حيث وصل إلى نهائي الكان والآن إلى نصف نهائي الشان وينافس علي البطولة وما زال ينافس على بطاقة التأهل إلى كأس العالم في موسم واحد .
إن مشاركة منتخب المحليين الأخيرة أثبتت بما لا شك فيه أن كل المستقبل للمريخ ولاعبي المريخ : طبنجة ، أسد ، كانوتي ، مبارك أواب عنتر ، مصطفي ناجي وبقية العقد الفريد المتميز من شباب المريخ الذي يعتبر العضم الحقيقي للتيم ، والذي يمكن أن يضيف إنجازات جديدة إلى إنجازات المريخ القارية وشبه القارية التي ظل الزعيم منفردًا بها وحيدًا بين الأندية السودانية . فهؤلاء الشباب لديهم طموح بأن يلعبوا في أكبر الدوريات العالمية بعد أن شاهدوا لاعبين من دول أقل وأصغر من السودان وصلوا إلى تلك الدوريات وأصبحوا لاعبين عالميين . ولذلك ، نؤكد بأن عضم المريخ الحقيقي هم هؤلاء الشباب الواعد ، إذا وجدوا الاستقرار الإداري والفني ، وهذا الاستقرار لا يكون إلا بدعم ومساندة الجماهير والإعلام .