منار صديق..فقدت أعز الناس في الحرب.. وذكريات بيتنا البسيط لن تُنسى “..ما قدرت أشتغل فنياً في بداية الحرب.. وكل شيء يتعوض إلا الأرواح

حوار : سعدية إلياس
منار صديق، صوت نسائي سوداني عرفه الجمهور بأعماله المليئة بالشجن والألحان العذبة، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في الساحة الفنية، قبل أن تأتي الحرب لتقلب موازين حياتها وتترك بصمتها على مسيرتها. في هذا اللقاء، تتحدث منار بصدق عن تجربة النزوح والفقدان، وعن الأثر الذي تركته الحرب على حياتها الشخصية والفنية.
قالت منار: “كل سوداني ذاق مرارة الحرب وفقد أرواح وبيوت وذكريات… نقول الحمد لله على كل حال. أراد الله أن تقوم هذه الحرب، وبإذنه ستنتهي قريباً. أنا فقدت أعز الناس عندي، وكنت موجودة في السودان مع أسرتي عند اندلاعها”.
وأضافت: “تعلمت من الحرب الصبر على البلاء، والأمل في يوم الغد، وأنه لا شيء يدوم. لكن الأثر الكبير كان فقدان أخي، وكثير من الأسرة والأحباب والجيران. بالجد… كل شيء ممكن يتعوض إلا الأرواح، والفرقة من الأهل والإخوان والشتات”.
وذكرت بأسى: “أفتقد بيتنا البسيط الجميل… كان مليان بروح اللمة مع الأسرة، وهذا أكثر ما يؤلمني فقدانه”.
وعن تأثير الحرب على نشاطها الفني، أوضحت: “في بداية الحرب ما قدرت أشتغل فنياً بسبب الظروف الصعبة والمآسي التي عاشها كل بيت سوداني، لكن بعدها أنتجت عمل بعنوان (غربة) من كلمات الأستاذ بكري النعيم وألحان عازف الكيبورد ممي”.
وأكدت: “الأسرة بالنسبة لي هي الأساس… أما السوشيال ميديا فأنا لست نشيطة فيها كثيراً”.
وكشفت في ختام حديثها قائلة “قمت برحلات فنية إلى السعودية والإمارات، وكان الجمهور في الخارج داعماً ومحفزاً لي بشكل كبير”.