الخرطوم – سعدية حسن الياس
أحكمت الفوضى والسوق السوداء قبضتها على الميناء البري بالخرطوم الذي يشهد ازدحاما كثيفا من قبل المسافرين إلى مختلف ولايات البلاد لقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك.
ويشهد الميناء توافد المواطنين على الرغم من الضائقة الاقتصادية بالبلاد والتي انعكست سلبا على ارتفاع اسعار تذاكر البصات السفرية والمركبات الأخرى التي تعمل في قطاع النقل، وارتفعت قيمة التذاكر بواقع 7 الف من الخرطوم إلى ودمدني و13 ألف الى سنار وربك كما وصلت الى ما يقارب ال20 لكسلا والقضارف ان توفرت عبر القنوات الرسمية ونوافذ البيع المعتمدة، بينما وصلت في السوق السوداء لارقام فلكية تصل ل10 الاف في حدها الادني بالنسبة لو دمدني على سبيل المثال.
وتلف الأوساخ والنفايات الميناء البري بشكل مقزز على خلاف ما كانت عليه الاوصاع في البري عند افتتاحه قبل مايقارب العشرين عاما، والجائل في الميناء هذه الأيام حتما سيتعثر في أكوام النفايات والاوساخ أو ربما يتعرض للاتساخ بسبب الاتربة والمخلفات المتكدسة بالصالات والساحات، فإلى جانب تعطل المكيفات والنراوح وانعدام التهوية والظروف الصحية لواحد من المرافق الحيوية فقد تحول الميناء حاليا إلى اكوام من الاتربة والغبار.
وفي سياق متصل يشكو مرتادي الميناء من تدني مستوى النظافة والخدمات فضلا عن الانتشار الكبير لزاهرة السماسرة وتجار السوق السوداء في سوق التذاكر، ويقول المواطن أحمد بدوي الشيخ ل-“التايمز برس” أن الاوضاع في الميناء تدهورت لدرجة بعيدة ويفترض على الجهات المسؤولة والمشغلة للميناء القيام بدورها كاملا فيما يتعلق بالبيئة والخدمات والرقابة ويضيف انا اذا كانت عاجزة فعليها الغاء الميناء البري او الاستعانة بشركة خاصة للتشغيل وحسم الفوضى ، ويتابع بدوي حاليا وبالنظر لتجربة ميناء مدينة ودمدني الجديد والمستوى المتقدم للخدمات والتعامل فيه أن ميناء الخرطوم او الولاية هنا مطالبة بان ترتقي للمسؤولية لتكون في مصاف العواصم العالمية ونقل تجربة ميناء ود مدني البري.
ومن جهته يضع مصطفى محمد عددا من النقاط يقول أنها ربما تساعد على تحسين مستوى الخدمات في الميناء البري وتتمثل في خروج حكومة الولاية من صيغة الشراكة في الميناء وخصخصته بالكامل فضلا عن الاستعانة بخبراء وبيوت خبرة لتطوير الميناء ووقف الانهيار الذي يتعرض له.
